العلاقات الإنسانية بيننا نحن البشر عنوان كبير في حياتنا منذ ولادتنا بقلب سليم و نهايتنا بقلب متعب، القلب و العين و القمر و الوردة أمثلة في حياتنا نطلقها برمزية على المحبة و الجمال و الأشواق، هناك من يراها و لكنها لا تمثل شيئاً له و هذا من عمى الأبصار و الأفئدة.
القلب رغم شرايينه الملتوية و الدم يملأه، يظل شعاراً للحب و الود، نضع راحة أيدينا عليه لحبيب نحبه و الخوف عليه من عواصف الزمن.
و العين هي مفاتيح الأسرار و مقل المشاعر، بدموعها نبكي لفرح و لجفاء و لحزن، فيها القلوب ترى الحنين، و من سلهمة رمشها نعرف الصدق و الأشواق، نغمضها و نحلم بما يسرنا و بما نتمناه، نلحظ بها طيف الحبيب فتبتسم له الشفاه، لغتها ساكنة في الجوارح فلا تبوح بسر و تستحي منها الأفواه.
و القمر نراه عن بعد، فيه الجمال الساطع و الكمال المتنامي، مثال حي يبقى رغم أن طيب الذكر ارمسترونغ عاد منه مكسوف الخاطر و رفض الكلام عنه، القمر في الليل يغشى و يتجلى للأحبة و هو منهم بعيد، قمر قد سلموا على عينيه، وصفوه بـ “حلو القمر .. حلو “ ، و جعلوه واقفاً على أبواب الحب يرتدي حريراً أبيضاً.
بالقلب الحنون و العين الحزينة و القمر الجميل تكتمل الوردة المتعددة الألوان، الأشواك على ملتزمها هي الحامية، الحياة لا تستقيم إلا بورد الحب و ماءه و باللقاء و حلاوته مع قليل من شوك الأشواق المسبقة.
كل ذلك لا يكسره إلا مرض الجفاء، جفاء النفوس و جفاء الأجساد، من مرضت نفسه جفا الناس، و من مرض جسده جفا نفسه و من نالهما معاً جفته الحياة.
لن يعيش سعيداً من لا يعرف الحب و لن يهنأ من عرف الجفاء و المكابرة و عطاء النفس بمنة، و لن يتعايش الناس معه، إن أراد العيش بموازين الغرور و بأن لا إنسان إلا هو فخسارة الدنيا و الآخرة من نصيبه، من يظن أن الناس صغاراً و هو الكبير الأوحد فلن يكبر في أعين الناس حياً كان أم ميتاً، من عاش وحيداً في فكره و في سلوكه فلن يجد إلا الجفاء من الناس و العلة في الجسد و سيمضي حياته في كبد.
قال سبحانه الباري الرحيم ” و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر “
و قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ( طوبى لمن طاب كسبه ، وصلحت سريرته ، وكرمت علانيته ، وعزل عن الناس شره ).