مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / و بقي الحب .. و اللوحة

و بقي الحب .. و اللوحة

أعشق الفنون منذ صغري و لم أشكك في سمو مقاصدها  و لن أعترف بأنها من عيوب الحياة كما يظن البعض.

في بحور الفنون  المتعددة تكمن أسرار معبرة تلبي شغاف القلب في الجمال و نظرة الحياة بكل أفراحها و أتراحها و من لم يراعيها فهو خارج عن التغطية الإنسانية.

اللوحة المتكاملة رسماً و لوناً و فكراً تجعلني أطيل النظر و التصور، المقطوعة الموسيقية متناً و إيقاعاً تأخذني أسيراً و تسافر معي في كل الأزمان، الأدء المسرحي المتمكن يختصر مسافاتي في التأمل و الخيال.

من كل هذا التنوع الفني الثقافي لم يأسرني في حياتي إلا ملهمة وحيدة جمعت كل السمات الفنية، إنها في الفن تسمى متلازمة  ” رسالة من تحت الماء ” ، عنوان ساحر لقصيدة إن أردتها رسماً فهي لوحة فنية متكاملة، و إن رغبتها كلاماً فهي قصيدة الحياة ، هي أم القصائد للشاعر نزار قباني الذي ” صور لي الدنيا كقصيدة شعر ”  ، إن طربت بها لحناً فهي نهر من ترانيم العبقري محمد الموجي ، و إن سمعتها صوتاً شجياً فيكفي أن مؤديها هو الدفء عبد الحليم حافظ.

يحبها و يستذكرها  من تعلم العوم و من لا يعرفه و من يعشق البحر العميق  و الموج الأزرق و من لم يغرق فيهما ، ترجمان الحب فيها ينتحر مع الصبر و الأشواق و تموت الدمعة في الأحداق ، مفتاح القصيدة هو الشوق و أقفالها اليم و الزورق و بابها الأبيض مكتوب عليه بالأزرق ” إشتقت إليك “.

 رحل ثلاثي الإبداع الفني بعد رسم الرسالة .. و بقيت اللوحة .. رحمهم الله.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …