أعشق الفنون منذ صغري و لم أشكك في سمو مقاصدها و لن أعترف بأنها من عيوب الحياة كما يظن البعض.
في بحور الفنون المتعددة تكمن أسرار معبرة تلبي شغاف القلب في الجمال و نظرة الحياة بكل أفراحها و أتراحها و من لم يراعيها فهو خارج عن التغطية الإنسانية.
اللوحة المتكاملة رسماً و لوناً و فكراً تجعلني أطيل النظر و التصور، المقطوعة الموسيقية متناً و إيقاعاً تأخذني أسيراً و تسافر معي في كل الأزمان، الأدء المسرحي المتمكن يختصر مسافاتي في التأمل و الخيال.
من كل هذا التنوع الفني الثقافي لم يأسرني في حياتي إلا ملهمة وحيدة جمعت كل السمات الفنية، إنها في الفن تسمى متلازمة ” رسالة من تحت الماء ” ، عنوان ساحر لقصيدة إن أردتها رسماً فهي لوحة فنية متكاملة، و إن رغبتها كلاماً فهي قصيدة الحياة ، هي أم القصائد للشاعر نزار قباني الذي ” صور لي الدنيا كقصيدة شعر ” ، إن طربت بها لحناً فهي نهر من ترانيم العبقري محمد الموجي ، و إن سمعتها صوتاً شجياً فيكفي أن مؤديها هو الدفء عبد الحليم حافظ.
يحبها و يستذكرها من تعلم العوم و من لا يعرفه و من يعشق البحر العميق و الموج الأزرق و من لم يغرق فيهما ، ترجمان الحب فيها ينتحر مع الصبر و الأشواق و تموت الدمعة في الأحداق ، مفتاح القصيدة هو الشوق و أقفالها اليم و الزورق و بابها الأبيض مكتوب عليه بالأزرق ” إشتقت إليك “.
رحل ثلاثي الإبداع الفني بعد رسم الرسالة .. و بقيت اللوحة .. رحمهم الله.