فقد الأحباب و الأصحاب يولج في نفوسنا الألم لفقدهم و الحرمان من رؤيتهم لكننا نسلم بقدر الله المحتوم و حكمته الإلهية في سنة الحياة و الموت الذي كتبها على خلقه .. هي إنتقال من الحياة الدنيا الى الحياة الآخرة .. نؤمن بها إيماناً لا شك فيه و نوقن أن الله سبحانه كتبها علينا .. نعمل في دنيانا لأخرتنا لثواب نستجديه طامعين في مغفرته و رحمته سبحانه عن زلاتنا و خطايانا .. من يوم سوف نحاسب على كل ما فعلناه في الدنيا .. نعمل و نأمل في نعيم جنته و طيب المقام فيها .. من عمل صالحاً كان جزاءه عند ربه كسب الرضا و المثوبة التي ينشدها كل مؤمن صالح حافظ على إيمانه و صلاته و شعائره.
في الأيام الماضية فقدنا رجل عزيز و هامة كريمة هو الفقيد الشيخ : صالح بن عبد الله رديف .. كانت له سيرة عطرة و قصة مجيدة و مواقف حكيمة و حميدة مع كل من عاشرهم و قابلهم من أهل و أصحاب و مع جميع من رأى من الناس .. عرفت هذا الرجل الأصيل منذ صغري .. كبير في أخلاقه و عظيم في شأنه .. و أحترمته و أجللته من علاقاته الحميمة مع والدي أحمد بن عثمان آل عثمان رحمة الله عليه .. فنحن أبناء عمومة و يجمعنا البيت الكبير بيت ( آل سهيل ).
و من جميل القول و التذكرة أن نذكر في هذا المقام السيرة المباركة لهذا البيت الكريم الذي يطلق عليه إسم ( الردافية ) و الذي أصبح شائعاً في نسل والد الشيخ صالح بن عبد الله رديف : الشيخ عبد الله بن صالح بن جمعان آل سهيل ( الملقب : عبد الله رديف ) رحمهما الله و هم صالح رحمه الله و علي و جمعان و مساعد و سعيد حفظهم الله بالإضافة الى عدد من الأخوات رحمهم الله . سألت أخينا الحبيب المعلم القدير و المؤرخ و الموثق لبيت ( آل سهيل ) الأستاذ : صالح بن عيدان بن فاضل آل سهيل و الذي وثق في مخطوطة جميلة دائرية مشجرة لبيت آل سهيل بالتعاون مع أخي العزيز : سعيد بن أحمد بن عثمان آل عثمان و الأخ : محمد بن سهيل بن صالح آل سهيل .. سألته عن إسم ( رديف ) من أين أتى فذكر أبو عيدان حفظه الله نقلاً عن الأخ سعيد بن عبد الله رديف التالي :
سبب تسمية ( رديف ) و ( الردافية ) هو أن الشيخ : صالح بن جمعان آل سهيل ( والد الشيخ : عبد الله بن صالح بن جمعان المسمى : بعبد الله رديف و جد صالح بن رديف و أخوانه ) كان له أصدقاء في بني هلال في سراة غامد و كان له صديق يعزه و بينهم مودة و محبة يدعى ( عبد الله رديف ) .. من هذه العلاقة المتأصلة في قلبيهما قام الشيخ صالح بن جمعان آل سهيل بتسمية إبنه على إسم هذا الصديق العزيز عليه و أكتسب ( السمي ) لقب ( المسمى به ) من بني هلال و هو إبنه عبد الله منذ صغره و صار ملازماً له بإسم ( عبد الله رديف ) و أصبح معروفاً به حتى أن الإسم أطلق حتى على أبناءه من بعده و تسمى البيت من قبل الجميع ببيت ( الردافية ).
و في هذا السياق أحببت أن أفيد و أستفيد من هذه المعلومة التي توجب البيان فأحببت الكتابة عنها و أستعنت بأخي الأخ صالح بن عيدان و أشكره على حرصه الدائم في بيان و توثيق المعلومة المتصلة ببيت آل سهيل الكبير برجاله و معطياته .. و أيضاً هي فرصة أن نستذكر من رحلوا بشئ من التخليد الحسن و هو من هدى الرسول الكريم الذي أوصانا بذكر محاسن موتانا .. و على هذا الطريق النبوي الشريف تعود بنا ذاكرتنا الى اللحظات و الصور الجميلة المشرفة التي تمر في مخيلتنا فندعو الله لهم بالرحمة و المغفرة من لدن غفور رحيم.
و أسمحوا لي أن أستعرض هذه الصور لفقيدنا الشيخ صالح عبد الله رديف و لأحباب كرام أطهار منهم والده و أقرباءه و أحبابه .. نسآل الله لهم المغفرة و أن يثيبهم على ما قدموا في دنياهم من أعمال صالحة و أن يسكنهم فسيح جناته و أن يحسن خاتمتنا جميعاً و هو القادر على كل شئ.