مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / في ذكرى مولدي .. و الفقدان الذي لا ينسى

في ذكرى مولدي .. و الفقدان الذي لا ينسى

الله أكبر .. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً

الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله

 الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد

ذكرى مولدي بأمر الله دائماً أتذكره بدون نسيان .. هو يوم التروية في الثامن من ذي الحجة من عام ١٣٧٨هـ .. أكتب فيه بلا تمجيد لماضي عشته لأني نضجت في عدد سنينه التي قدر الله لي أن أحياها .. لا أشعر بالنقصان في الزمن و أتطلع الى أيام أو قد تكون لحظات و الخيرة لله يوم نهايتي مثلما كان يوم مولدي .. ما كتبه الله حصل فإن أحسنت أو أساءت أو أخطأت فربي عليم و حسابي يوم اللقاء .. لا أنتظر  أحداً من الناس  أن يفسر لي أو يتوعدني بما أفعل حسب مبادئيي المؤمنة بها  لأن الله هو المحاسب و هو الحكم .. رضيت بالقضاء و القدر و كان إيماني بالله عميقاً و لا أترجى من أحد  آن يهب لي قائمة مطالب و محاسبة  أو يصدر بتوقيعه ورقة غفران إلا هو سبحانه.

في كل لحظة أمر بها دائماً أتداخل مع نفسي و تفكيري في ركن جميل و أدعوا الله بقلب المؤمن العابد بمثل ما قال به في كتابه المحكم عند بلوغ المرء أشده :   

( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

و في ذكرى مولد الإنسان يتذكر والديه .. يتذكر  أغلى اللحظات و الكلمات و الصور  قيمة ..  يتذكر و يترحم و يدعو الله  بحسن الختام  لوالده و لوالدته ، لأنهما بمثابة الظلال الوفير  و الحنان الكبير الذي ربى و رعى و ذكراهما باقية في القلب و الجوانح .. البر بهما و السند لهما في حياتهم و حياته و الدعاء لهما بعد مماتهما .. هذا عنوان أبدي في حياة الإنسان.

 و ذكرى والديي في حياتي هي أنها في المختصر ( حياتي ) .. و حياتي كانت معهم ملئية بكل شئ عشته و عرفته و تعلمته منهما فيما بعد ..  منها ما أعرضه من لحظات سعيدة في هذه الصور : 

الصورة الأولى في بيتنا في الرياض مع والدي أحمد بن عثمان ( رحمة الله عليه و غفرانه ) في الأيام التي تلت تخرجي من جامعة البترول و المعادن في الظهران في صيف ١٩٨٢م،  كان لوالدي ( غفر الله له )  الفضل بعد الله في شد أزري من أجل تحقيق طموحاتي و أمنياتي .. كان “ أبو عثمان “ رجل المواقف الحاسمة ..  فيه نخوة و شيمة الرجال للقريب و البعيد في كل ماهو حق .. عاش عزيزاً بنفسه و كريماً في بيته لأهله و لضيفه .. أحسب عند الله ثم عند الناس أني كنت إبناً باراً به و سنداً لم أتخلى عنه لحظة، أحببته صغيراً و أكبرته كبيراً .. أدعو الله تعالى له بالمغفرة و الرحمة في كل صلاة و في كل دعاء ما دمت حياً. 

أيضاً في الصورة على يسار والدي أخي الفقيد مساعد ( رحمة الله عليه و غفرانه ) .. فقدناه و هو في ريعان شبابه .. كان ذلك الفقدان مؤلماً و قاسياً علينا كأسرة و كأقارب و زملاء و أحبة  لما كان له من شخصية متميزة و حضور جميل .. وبيننا بكل الحب و بعطف يد الوالد الذي تضم  أخي الأصغر ابراهيم حفظه الله أتمنى له و لعائلته كل التوفيق و السعادة ..

أما الصورة الثانية فهي طيف صورة ملتقطة لوالدتي ( اللهم أغفر لها و ارحمها  )  على ضفاف شاطئ الخليج العربي عند زيارتها لي في مدينة الجبيل الصناعية .. رحلت ( غفر الله لها )  عنا  مريضة و حزينة على فقدان أخي مساعد ( أسكنه الله فسيح جناته ) .. فقدناها و هي في عمر الرشد و أحلى سنين فرحها بعد بلوغنا   .. أرادت مشيئة الله أن لا يسعفنا الزمن لكي نعطيها و نوفيها حقها في كبرنا .. كانت ” أم عثمان ” نعم الأم و خير المربية  و طيب المدرسة .. عرفت الوفاء لبيتها و الكرم مع أهلها و البر و الخير في جميع أعمالها .. تغمدها الله بواسع رحمته و أن يجزيها الله عنا كل الجزاء و المثوبة.   

 أدعوا الله سبحانه الغفور الرحيم أن يجمعنا مع من فقدنا في جنات النعيم إنه سميع مجيب.

الله أكبر .. الله أكبر.. الله أكبر كبيراً

الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله

 الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد


عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …