في الساعة الحادية عشرة من صباح الأمس غادرنا لوس انجلوس في ولاية كاليفورنيا عبر الطريق ٦٠ و ١٥ الى لاس فيغاس في ولاية نيفادا ، قطعنا جزاءً من صحراء نيفادا حيث كانت الارض ترتفع ببطء و تكاد تلامس سحب متفرقة يبدو ظلالها في الأفق على صحرائها ، ترتفع معها درجة الحرارة حتى انها وصلت الى ٤٠ درجة مئوية، استغرقت الرحلة الى لاس فيغاس اربع ساعات متواصلة.
وصلنا الساعة الثالثة عصراً الى مقر سكننا في فندق بيلاجو ( Bellagio – Las Vegas ) و يعرف ايضاً بفندق النافورة و هو محاكاة لمدينة دبي حيث البناء مثله مثل فندق اتلانتس و نافورة دبي الراقصة ، و يسري على ذلك فنادق أخرى في المدينة و على طول الشارع الرئيسي ، هناك مثلاً فندق يحاكي مدينة نيويورك و جادة مانهاتن فيها إضافة الى تمثال الحرية و آخر يحاكي أهرامات مصر و مثله يحاكي مدينة باريس حيث برج ايفل و قوس النصر إضافة الى مواقع اخرى عالمية التصنيف.
عند وصولنا الى الفندق لإستلام الغرف كان هناك مايقارب الخمسون سائحاً في طابور طويل للتسجيل و رغم ذلك لم يمضي علينا عشرون دقيقة إلا و نحن في غرفتنا في الدور الثامن و العشرين و المطل على النافورة و برج ايفل، كان اختياراً موفقاً من الابن مساعد حيث كانت إستراحتنا في الغرفة مستمتعين بالعرض الحي أمامنا للنافورة الراقصة كل نصف ساعة نهاراً و كل ربع ساعة مساءً حتى منتصف الليل.
ردهة الفندق و مثلها كل فنادق لاس فيجاس هي ساحة كبيرة مبهرة الألوان و الأثاث للكازينو المترامي الأطراف حيث مكائن ألعاب القمار و الروليت بأشكالها المختلفة و التي تشتهر بها لاس فيغاس و من ضمنها أماكن الطعام و الشراب من كل المذاقات ، على مدار الأربع و عشرون ساعة تراها مزدحمة باللاعبين و المشاهدين من كل أنحاء العالم منهم من لديه خبرة و منهم من له فضول فقط لمعرفة خبايا ما يدور على الطاولة و على وجوه اللاعبين.
خارج الفندق و على طول الشارع الرئيسي هناك نكهة خاصة للمحلات التجارية و المطاعم المختلفة الأذواق و الأسعار و في أماكنها سواء على الشارع او في الطوابق العليا من المباني المغطاة بألوان العروض و الدعايات للأفلام و العروض المسرحية الغنائية المبرمجة عند السابعة مساءً و الحجز المبكر حيث تتراوح قيمة التذكرة حوالي ٢٠٠ دولار أمريكي.
خرجنا الساعة الخامسة مساءً الى الشارع الرئيسي ( Las Vargas Strip) و لم نتحمّل درجة الحرارة العالية و عدنا بعد ساعة الى الفندق و استرحنا حتى التاسعة مساءً حيث كان الجو مناسباً للمشي حيث تصل درجة الحرارة الى ٢٦ درجة مئوية ، كانت متعة في المشي بين إبهار الألوان الليلية على المباني و الأشجار و جموع الناس الكثيفة على ضفتي الشارع و لم يضايقنا إلا عروض الأفراد الذين يقدمون كروت لبائعات الهوى و بطريقة ليس فيها خجل و حسب ما رأينا لم يجدوا قبولاً من معظم المارة و لكن يظل لكل مهنة زبائنها و لكل عادة سيئة ناسها.
عدنا الى الفندق عند الساعة الواحدة و النصف صباحاً بعد ان تعبت أرجلنا و تسوقنا إحتياجتنا اليومي من المحلات الساهرة معظمها و أحسسنا بأننا إكتفينا من لاس فيغاس كلها و لم يبقى لنا إلا أن نستمع بالمناظر العامة و حضور العرض المسرحي غداً. و لنا في ذلك شرح لليوم التالي إن أمكن و إلا فإن ما ذكر آنفاً هو وصف ليوم في لاس فيغاس قد يشبه الأيام الثلاثة المتبقية لنا فيها.