فقد المجتمع الحوالي في الأيام القليلة الماضية الأستاذ و إبن الشيوخ عبد الله بن شايق بن عبد الله الشائق رحمة الله عليه و غفرانه بعد معاناة صحية أخذت من صحته و أثقلت كاهله النحيل ليكتب الله له الراحة في جنانه إن شاء الله .. هو من أعلام حوالة و المشهود له بالشخصية القديرة و المتميزة في مراحل حياته .. لازم جده الشيخ عبد الله بن شائق رحمه الله شيخ قبيلة حوالة آنذاك منذ بداية الستينات الميلادية و كان السفير و الرسول الأمين له في واجبات الشيخة و ما تتطلبه من مهارة في الحديث و الرأي الإستشاري.. و كانت المدنية الحديثة تواكبت مع عمره الشاب إلا أنها لم تسرقة من ديار حوالة و عاش طوال حياته فيها و لم يعتد السفر أو الترحال كثيراً خارجها رغم أن والده و أعمامه كانوا من أوائل من سافروا و تحضروا قبل أقرانهم و عرفوا السفر و العمل الحكومي في مراكز مرموقة ..
كان الفقيد صاحب شخصية قوية و حجة تهيب من يتحدث معه فأصبح أن من عليه أن يأخذ رضا الجد فعليه المرور من بوابة الحفيد .. و رغم فارق السن المحدود بينه و بين والده شائق رحمه الله الذي تولى مشيخة حوالة بعد وفاة عميد أسرة آل شائق عبد الله بن شائق الجد، إلا أنه كان مؤثراً كثيراً في أمور أهالي حوالة و التعامل معها سواء مع الجهات الحكومية أو مشايخ القبائل و القرى المجاورة .. كان رحمه الله طوال حياته محباً للشأن الإجتماعي فقد كان داعماً و مسانداً للشباب بتنظيم الرحلات و التكفل بنفقاتها و كان مؤنساً لهم بأشعاره العميقة و سرده الروايات و الأحداث التي يحفظها عن منطقة الباحة .. كان نشطاً إجتماعياً في كل زمن من حياته توجها برئاسته لنادي الروابي الرياضي عام ١٣٨٩هـ و هو صاحب الفكرة قبلها و من المؤسسين للنادي مع الأستاذين جمعان بن سعد و علي بن جمعان .. و قد كان دعمه مستمراً بعد رئاسته مادياً و معنوياً ..
هذه الشخصية القوية كان يحملها جسد نحيل تعب على نفسه لإثبات أن الحياة للقوي و الصابر .. كان لابد من في موقعه أن يكون في محل شد و جذب مع حتى أقرب الناس له و قد تصل الى عدم التوافق و لكنها ظروف من يمثل شيخ القبيلة و من يعرف أسرارها و يعلم تضاريس دياره كلها .. و هي جعلته يدخل في أزمات و مواقف تتطلب الحسم و الموقف الصلب .. و هو يمثل أحياناً صفة حكومية من خلال عمله في البلديات و هذه أعطته موقفاً قد يحسده عليه الآخرين .. كان زمنه مختلفاً و سهلاً و لكنه مضاه في الإستفادة و الإفادة من خلال ذكاءه و قدرته على قفز الحواجز مهما عليت ..
رحم الله أبا شائق و غفر له و ألهم أهله ومحبيه الصبر و السلوان و سامحه برضاه و سعة رحمته و أسكنه فسيح جناته إنه غفور رحيم .