في دروب الحياة نفترق .. قد نفترق بأجسادنا و لكن القلوب شواهد .. لا ننسى أهل الطيب و من كانوا معنا في خضرة العمر و صفائه .. مرت السنين و النفس تلهث .. مرت الأيام و هي تنقص و تنحت في تعابير وجوهنا .. لكن يظل الأمل في اللقاء أمنية و مقصد .. كان لزملاء و أيام ثانوية الرياض خصوصية في حياتي لأنها لي و لهم تفتح الأزهار و نضوج الثمر و إنطلاق النظر و الخيال الى ما وراء ما نحلم به .. الرياض في السبعينيات شي مختلف بالحياة و الزملاء و مشواير القلوب ..
كنا أيامها نخبة راقية و جميلة الأخلاق .. مجموعة منسجمة لطبيعة الحياة مع قليل من الحذر بحكم ثقافة المجتمع المحدودة التي تحاول أن تجعلك في دائرة الأقارب و من هم ينتسبون الى إسم العائلة .. إكتسبنا لهجة واحدة و مفردات متشابهة .. في نفس السياق حتى في الملبس و المأكل .. إن لم يكن تقليداً فهو في مفهومنا تطور و إنفتاح.
أربعون عاماً منذ تلك الأيام .. لم تصدح في ذاكرتنا كثيراً .. ذلك لأنها غذاء لسنام العمر و لجلسات الوحدة و ترديد الصوت الخافت “ الا ليت الشباب يعود يوماً “.. لم يوقظها الا زميلنا الغالي الإعلامي القدير و المشاكس التويتري و المتابع للشأن المحلي الأستاذ علي الجميع الغامدي حفظه الله .. كان لـ “أبو أحمد “ ميزة تجعله أقرب الي و هو إبن الجنوب بلكنته العذبة الممزوجة بلهجة نجد .. و هو همزة الوصل لترطيب الأجواء مع أن أحداً لم يسلم من مقالبه الغير عنيفة ..
كانت مبادرة أستاذنا علي في الإتصال تحريك للمشاعر القديمة وعاد الشباب معها .. لنلتقي عبر الأثير مع زميل عزيز كنت أتنافس معه في مستوى الأناقة في الملبس و في أنواع العطور و هو الأخ و الأستاذ عمر باحليوه رعاه الله .. زميل يبهرك بذكاءه و طموحه و من الشخوص التي تكافح لأن تكون مثال للكفاءة السعودية التي ترقى الى مستوى العالم الأول كما في رأي و تصنيف الهدف لدى الأمير خالد الفيصل حفظه الله ..
“يتولى عمر باحليوة حاليًا منصب الأمين العام للجنة التجارة الدولية في مجلس الغرف التجارية . ويتمتع باحليوة بخبرة واسعة وشبكة كبيرة من العلاقات في المجتمعين المحلي والدولي . وله دور في تعزيز ودعم صورة المملكة العربية السعودية على الصعيد الدولي من خلال رئاسة مختلف البعثات لأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها من دول منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية “.
خلال هذا الأسبوع أمطرني “أبو ريان” بعدد من الصور لأيامنا في ثانوية الرياض في الرياض مع عدد من الزملاء و الذين قد تكون لهم هذه الصفحة عنوان للم شمل الإخوة الأحبة .. خاصة أننا بفضل وسائل التواصل الإجتماعي قد نختصر مسافات اللقاء و لكنها لن تعوض تلك الأيام و حلاوتها .. و الى لقاء مع زميل آخر .. قد ينادي حين يرى الصور التالية :