مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / ظريف .. جحا ايران !

ظريف .. جحا ايران !

في الأزمات دائماً ما يكون هناك ساسة يتميزون بالحنكة و الحكمة في إدارة الأزمات و تغليب مصلحة الشعوب و السلام في الأرض على مصلحة التشبث بالسلطة و مغامرات الدكتاتورية و تغليب الطائفية و العنصرية البغيضة .. و هناك ساسة يتميزون بالطغيان و حب القتل و الفساد بين العباد و حب هدم البيوت فوق أجساد شعوبهم و تشييع حرب الوكالات و الظهور بمظهر البرئ الملتزم بالنواحي الإنسانية و يتباهون دائماً بالديموقراطية و هم بعداء عن هذا و ذاك ..

يظهر خلال هذه الازمات دول مارقة و ساسة أشبه ما يكونوا بممثلين كوميديان لهم بعض من الظرافة البغيضة و التصريحات و المواقف المضحكة، حيث أنها تعكس سذاجتهم في التعاطي مع الأمور و تعتقد للوهلة الأولى أنهم خريجو شوارع و سجون رغم أنهم يمثلون دول ذات إرث حضاري قديم و حديث .. رغم ذلك فلهم متابعينهم ليس لإستقاء الحكمة و إنما لسماع غرائبهم و تفسيراتهم الهزيلة و للتهكم عليهم و جعلهم مادة إعلامية كفواصل مضحكة في نشرات الأخبار و وقت للضحك و التندر عليهم في مقاهي الشرق و الغرب.

و كما كان في الماضي شخصيات تنطبق عليها هذه الصفات مثل كاسترو كوبا  و قذافي ليبيا و صحّاف حرب الخليج، نرى هذه الأيام شخوص غير مريحة مثل رئيس كوريا الشمالية كم جونغ أون الذي تتناغم أقواله مع أفعاله و قد يقدم على خطوة مجنونة مثلما يفعل في أقرباءه ، مثله المترنح الموسكوي لافروف وزير خارجية روسيا و الذي يهذي في بعض الأحيان بما في قلبه المريض عنوة و في صلافة القيصرية الروسية، و لعل الأقدم بينهم هو علي عبد الله صالح و الذي له باع في الثعلبة و هو دكتاتور سابق و حالي بدرجة إمتياز و لص محترف يمثل أدوار الحرامي و بنت الشاويش في آن واحد.

أما أكثر أتباع الطغاة و المتحدث بإسم الوالي الفقية و روحانيه فهو المستظرف الأنيق وزير خارجية إيران جواد ظريف و الذي تسمع تصريحاته دائماً بالمقلوب و ترى حماقته و كبرياءه الفض بوضوح في تعابير وجهه .. رأيناه جميعاً أثناء إجتماعات الإتفاق النووي و هو يخرج فجاءة من وقت لآخر أمام الصحفيين من شرفة غرفته في اعلى الفندق الذي يسكنه و يقوم بحركات بهلوانية فكاهية يعتبرها هو لغة سياسية .. أيضا يستظرف في صوره مع مفاوضيه الذين لم يكونوا أقل سخفاً منه …

أستطيع أن أدعو السيد “ظريف” بأنه “جحا ايران “ لتقارب الشكل و التعابير .. فكما كان هناك جحا اسطنبول و جحا هارون الرشيد فإن للفرس جحا و وهو “ظريف” .. و على عكس جحا زمان فإن “ظريف” يتصف بأنه الأحمق البارع الذي يدعي الذكاء .. و جحا زمان كان له حماراً واحداً أما جحا ايران فله ثلاثة من الحمير أكرمكم الله .. حمار لبنان “نصر الله “ و حمار دمشق “ الأسد “ المأسوف على أسوديته و الثالث هو “حوثي” اليمن و الذي لم يستطع أن يصل الى درجة الحمار فلا زال يعاني من كونه كان فأراً و سيظل على ذلك.

تصريحات “جحا ايران” تبعث الإشمئزاز و ليس لها في قاموس السياسة الخبيثة مثيل و قد عبر عنها الوزير المتزن عادل الجبير في احدى لقاءته في رد على تصريحات “حجا ايران” بانها نوع من الكوميديا .. و لكنها حال الأزمان فالطغاة لا يختارون الا أراجوزات و ببغوات تمثلهم .. فالعاقل لا يتبعهم و المجنون يعظمهم .. و لله في خلقه شؤون.

و طالما أننا طرقنا باب جحا فلا يخلو المقال و المقام من عرض إحدى نكت جحا و حميره .. قد تكون مطابقة لحال “جحا ايران” و حميره الشرق أوسطية :

اشترى جحا ثلاثة حمير فركب واحداً منها وساق اثنان أمامه، ثم عد الحمير ونسى الحمار الذي يركبه فوجدها اثنان، فنزل عن الحمار وعدها فوجدها ثلاثة، فركب مرة ثانية وعدها فوجدها اثنان، ثم نزل وعدها فوجدها ثلاثة وأعاد ذلك مرارا فقال: أنا أمشي وأربح حمار خير من أن أركب ويذهب مني حمار فمشى خلف الحمير حتى وصل إلى منزله.

أكرمكم الله جميعاً .. و عذراً لسالفة الحمير .. و لكن لا زمن بدون حمير .. و الطغاة دائماً يحبونها و يرددون أغنية “ بحبك يا حمار” .. سبحان خالقه و خالقهم  .. و السلام.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …