مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / سهام اللواحظ .. و أسهم المال

سهام اللواحظ .. و أسهم المال

الأسهم النابلة تصيب و تدمي الجسد و قد نموت منها و الأسهم المالية أيضاً تصيب و لكنها تدمي القلب و توقفه ثم نموت منها .. لم يلعبها بالإثنتين في التاريخ إلا الخرافة اللواء ركن : روبن هود فهو يسرق كنوز المال من الأغنياء الى الفقراء ثم ينبل بسهامه الفقراء ممن ضاقوا ذرعاً بالأغنياء .. أما سهام العيون و هو مصطلح معنوي فهي تسلب العقل و تجعل السلوك مرتبط بالقبول كخليل و عاشق متيم .. فتصيب المعسر بالهيام كما في حال الفارس الفقير الى الله عنترة بن شداد و الذي كاد أن يفقد رتبته في الفروسية بسبب سهام عبلة .. كذلك السهام اللحظية تصيب الغني و أصحاب السلطة بالتنازل عنها وعن المال كما فعل الملك الأنكليزي إدوارد الثامن .. سهام العيون تجعل المال يُدفع بسخاء و قد يفلس من أحب و هام و يتبعثر ماله و ولده و هي قادرة على إشعال حروب و توقفها إن رغبت …

يقول المتنبي :

رَمَى و ما رَمَتَا يَداهُ فَصابَني
سهمٌ يُعَذّبُ و السّهامُ تُريحُ

و قال أيضاً :

رَماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى
فؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سِهامٌ
تكسّرت النّصالُ على النّصالِ

هذا ما يخص أسهم اللواحظ .. أما ما يخص أسهم السوق المالي فلم أجد شعراً في الأسهم يقارع شعر المتنبي فحورت الأبيات الأثنية السابق ذكرها من سهوم الغرام و الهائم على وجهه الى سهوم المال و حال من في سوق الأسهم و الذين أصبحوا زبائن دائمين لغرف الطوارئ .. و أقول إسقاطاً على كلمات المتنبي :

رَماني السوقُ بالأرزاءِ حتى
فقدتُ كلّ ما لي من أموالِ
فصرتُ إذا إنخفض سَهمٌ
فقدتُ الريالَ تلو الريالِ

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …