مدونة عثمان بن أحمد الشمراني كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة
كان أول لقاء مع الأخ العزيز : الأستاذ علي بن هاجر في الرياض عام ١٩٧٥م، و كانت هذه الصورة المعبرة و التي تم الإعداد و الترتيب لها جيداً في زمن لا تستطيع أن تلتقط صورة تذكارية إلا في “إستديوهات” أو “دكاكين” التصوير في شارع الوزير. في ذلك اليوم البارد فضلت أن أرتدي ثوب “ القيطان “ لأبدو مليحاً في مقابل و سامة أخي علي ، و اتفقنا سوياً أن نتصافح حسب مشورة المصور الذي في الواقع لا يعرف من جمال التصوير غير المصافحة كعنوان للمحبة و الصداقة و اليد على الخد و المزهرية و النظارة السوداء كدليل على الرومانسية.
قضينا أيام قليلة و جميلة في زيارته تلك، و بقيت الصورة مثيرة لي لإعجابي بها من حيث الإخراج ، و بقي معها الإسم الفريد “ علي بن هاجر “ يرن في ذاكرتي دائماً و الذي لم يكن يشبه غيره وقتها فقد تعودت على أسماء متشابهة فيما عدا تقديم بعضها على بعض. لم يكن فقط الإسم ذو خاصية له ، أيضاً لكنته الجنوبية الناعمة تدخل القلب بمفردات تقليدية و بطريقة سلسة خاصة عندما يردد قصائد شعبية معروفة أو يسرد حكاوي قديمة فهو يحفظ و يحتفظ بالشئ الكثير منها.
إنتهت قصة الرياض و افترقنا و لكننا كنا أسرى لهذه الصورة ففي بُعدنا نتأملها و في لقاءاتنا بعدها بسنين بين ديار حوالة و جدة نستذكرها دائماً و كأنها عهد و ميثاق بيننا .. بخلت الأيام بالتلاقي و لم تبخل علينا تلك الورقة السميكة بخيالاتنا غير الملونة و حافظت قلوبنا عليها من أن يصلها الضياع و الفقدان.
الأجمل في شخصية ” شيخ جدة ” “علي بن هاجر “ و التي كانت مستدامة منذ شبابه و نضجت مع السنين هي حبه للخير و البذل فيه و حضوره المميز و الشهم في مواجيب جماعته مهما كانت و أينما كانت فاستحق تقدير و إحترام و ثقة المجتمع الحوالي في جدة. و رغم ألامه و معاناته الطبية إلا أنه الحاضر الأول و المشارك بفعالية في أنشطة الخير و العطاء و هو المساهم الأساسي في أي واجب أو إجتماع محبة و تلاحم بين الأقرباء و ما يتطلبه العرف القبلي.
و ليعذرني أخي “ أبو أحمد “ إن إستعملت هذه الصورة لكي أرضي خاطره يوماً من الإيام و أفصّل له “ ثوب قيطان “ كعربون سلام و محبة لكي يبقى خاطره صافياً من ناحيتي .. أدام الله عليه ثوب الصحة و العافية.
