درس في الأخوة .. في صورة

أتجلى دائماً في الوجوه التي قابلتها خلال سنين عمري .. من عرفتها جيداً بطيب الكلام و نفحات الود و المحبة .. من تأسرت عيناي بلمحات جميلة لمحياهم في شبابهم و في رجولتهم .. و هي تقيدني بقيد لا ينفرط لتلك الملاحم حين أراهم بعد سنين .. أرى خطوط الزمن و وهن الكبر و لكني أجد فيها جمال الروح السابقة و العيون المسهبة التي ترى فيها هدؤ السكينة و يقظة الإيمان .. فأشعر شعور العاشق المتيم فيهم و في زمنهم و طيب معشرهم.

كبار الزمن الجميل يعطونني و يعطوا غيري دروساً في مختلف مجالات الحياة بالسلوك الحسن و التصرف الحكيم … حتى في هذه الصورة درساً مباشراً لا يتطلب رسماً للدخول و لا قاعة فيها منصحين و مرشدين و مصلحين .. صورة تجمع كباراً أثروا حياتنا بالسمعة الطيبة و بالصفات الحميدة كالحلم و الصبر و عظم القدر لهم .. الإخوة سعيّد و علي و أحمد أبناء و رجال عبد الله بن سعيّد آل حسن يرحمه الله .. لم يشدني في الصورة الوجوه فهم أكبر من أن تجمّلهم و تعلي قدرهم صورة .. شدتني الأعضاد و الأيدي التي تسند بعضها بروح الأخوة العالية .. أما حنان ملمسها مع تشابكها الغير مزيف فهو ساحر للقلب و للوجدان .. و كأن الإخلاص و الوفاء ينطق منها نحوي بدون تكلف ..

هي صورة و لكنها خيالات مؤثرة في وجدان من يراها .. و عظم هؤلاء الرجال أن حظوا بنخبة من الأبناء الكرام الأوفياء و يسر الله لهم زينة الحياة الدنيا لنجوم زاهية عارفة لحقوق الوالدين .. عندها تكتمل الصورة بمحبة و وفاء الأباء الأخوة .. و محبة و تعاون أبناء الإخوة .. صورة نراها في بيت آل حسن و لا نجهلها .. فعسى الله  أن يديم المحبة و ماشاء الله تبارك الله ..و عسى الله أن يحسن خاتمة والدنا و كبيرنا سعّيد بن عبد الله و أن يديم الله الصحة و العافية على الشيخان الفاضلان علي و أحمد ..

الصورة من حبيب الكل الأخ : عبد الله بن أحمد آل حسن .. و الذي أرسلها لي هذا الصباح .. فأحببت أن أشاركها مع أحبة الشيوخ الأفاضل أباء علي و عبد الله و عبد الله .. و لي الشرف أن أكون من كبار الإحبة لهم.