كغيرنا من شعوب الأرض ، قد نتفق في أمور كثيرة في الحياة حول مفاهيمها المنطقية، ونختلف في القليل منها وهذا لا ينقص من قيمة الإنسان بل يضفي خلافاً جمالياً إذا تمتع بأدب الحوار كما يفعل معظم الخلق.
في عالم كرة القدم والفن يختلف الناس ليس على جماليات الرياضة وقيمة الفن بل تنحصر في التنافسية بين من تشجع ؟ ومن تطرب له ؟ ومن هو الأفضل؟
كرة القدم والفن يمرحان فينا منذ زمن الطفولة ويتفوق تأثرها ومقارنتها مع أي شيء آخر، فما من أحد منا إلا وركل كرة برجله إن كانت حافية أو بـ (البوت)، ولا أحد منا إلا وقال (يالالالاه ) من فوق السطح أو وسط عرضة .. شغف يسكن داخلنا شئنا أم أبينا.
في كرة القدم نشعر بألفة عجيبة مع المستطيل الأخضر، وفي الطرب تأخذنا الكلمة الجميلة الوصفية والألحان الشجية والصوت اللامع في أي مكان الى زمان ماض نحن له وحاضر نسعد به ونحزن منه، نزيح بمتعة المنافسة بين الفرق الرياضية ومطربي الفن سموماً تحاول أن تجعلنا في حلقة تلك العقول والنفوس المغلقة.
بسبب كرة القدم والطرب، اتسع عند البعض حجم الإختلاف فأصبح شقاقاً تحول الى صراع ضاري بين مؤيد ومقصي لا يثري الحياة، هذه الآراء الصارخة القديمة أصبحت حائرة تحاول أن تنفي أشكال الترفية وتحاول أن تقدم بديلاً تعيد منه إيقاظ الهيمنة النائمة بالقول نحن هنا لاستعادة إرث العقود الماضية.
ولكن هيهات فالزمن يمضي والمزاج يتغير والأذواق تتشكل، وكل قوم يغنوا على لياليهم إن طالت وإن قصرت.
يقول الشيخ راكان بن حثلين رحمه الله:
ياما حلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيله
هذا ولد عمٍ .. وهذا ولد خال
وهذا رفيقٍ ما ندوّر بديله