مدونة عثمان بن أحمد الشمراني كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة
السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة وقراءة هذا الكتاب ( لماذا الحرب؟ ) وهو كتاب فلسفي قد يلحقه عيوب تخرجه من دائرة المنطق ولكنه يستحق القراءة لبيان جوانب تفسر ظاهرة الحروب .. ربما يعلم كثير منا الإجابة .. طريقة الطرح فيه مختلفة خاصة عندما تربط الأسباب بنظرتين تشاؤمية وواقعية, ينتج عنها أن الحرب أمر طبيعي في البشر لم تخلو منه أمة ولا جيل.
في الكتاب المقسم من جزئين : الأول تقديم للكاتب الدكتور نادر كاظم ، والثاني : رسائل مناظرة في عام ١٩٣٢م بين عالم الفيزياء أنشتاين وعالم النفس المشهور سيغموند فرويد حول السؤال الكبير لماذا الحرب؟ .. وقد يكون الإستنتاج التي يصل اليها القاريء أن طبيعة الإنسان تأسست على الشر والفساد ولا مجال للإصلاح.
أورد الدكتور نادر فواصل زمنية لتعريف معنى الحرب المختلف عليه فمثلاً ذكر :
# ثوسيديس وهو أقدم مؤرخ حروب عاش في القرن الخامس قبل الميلاد كتب “ أن شهوة القوة تجعل القوي يفعل ما يشاء، والضعيف يقاسي بقدر ما يعرض عليه من معاناة”.
# أرسطو الفيلسوف اليوناني في القرن الرابع قبل الميلاد يذكر “ أن الحرب وسيلة طبيعية للكسب، وأنه لا يمكن أن تكون غاية بذاتها، بل السلام هو غاية الحرب كما أن الراحة غاية العمل”.
# ابن خلدون من علماء العرب والإسلام ذكر “ أن الحرب تعود لأربعة أسباب: إما غيرة ومنافسة، وإما عدوان، وإما غضب الله ولدينه وإما غضب الملك وسعي لتمهيده”.
رسائل المناظرة يمكن الإطلاع عليها من خلال الحصول على الكتاب المقترح قراءته، حيث أن حقوق المؤلف والناشر محفوظة وتمنع النشر بالتفصيل حسب علمي.
المعلوم أن الفساد والحرب اتصلت حلقاتهما منذ خلق الإنسان ولله حكمة في ذلك قال تعالى:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ).
