هناك حالات نفسية في الصيف أتخيل فيها وجود جمهور ملتهب أمامي فأكون وقوراً حين أكتب عن هذا الفصل الاستثنائي .. أكون مهاباً وقادراً على نقد نفسي بأسلوب محور بعيداً عن حالة الإحتباس الحراري .. ربما يطغى علي الغموض الذي لا أستطيع التخلص منه .. تلاحقني ذكريات الصيف الماضية إلا أنني أتودد منها بأن أكون عند تدوينها طيب القلب وأميناً فلا أشعر بالملل.
يعطيني الصيف حرارة ومرارة .. لا أكون مرتاحاً .. يخيل لي أن أيامي كلها صيف حار، فالشتاء قصير ويهبني السكون والخمول .. في الصيف تفوح الصراحة ولا يعتريني الخوف من البوح بالصورة الصادقة بعكس الشتاء الذي كل شي فيه مغطى .. في الصيف أكتب لنفسي بحسب درجة الحرارة فلا تعهدات فيما يفرزه جسدي حتى لو التصق ماءه بما ألبسه وما يستطيع هواء الصيف المسموم أن يبخره أو يجففه.
قد أكتب سطراً أو رواية عن لهيب الصيف الذي يبالغ كثيراً في تعذره لي .. ورغم ذلك أجاهد أن أخرج للنزهة على الشاطي المشمس .. ليست بالتأكيد نزهة ممتعة بل سخونة تعتري ظهري ورأسي .. أحاول أن أختصر زمن الصيف وأكتب وعداً بأن أعتزم إقامة حفلة بمناسبة رحيل الصيف حتى لو كنت أدون فيه أكثر من الشتاء.