مواضيع منوعة
الرئيسية / مختصر / رحماك ربي

رحماك ربي

من أول لحظة ولد الإنسان فيها، فطره الخالق سبحانه وتعالى بالطبع السوي والجبلة المستقيمة، فطرة تميل إلى فعل الخير والإتجاه إلى الحق. 

في سن النضج يصل الإنسان الى مرحلة التفريق بين الفطرة  وبين بداية تكوين الغرائز، مرحلة يكون فيه مسؤولاً عن تصرفاته والتحكم في شهواته، يقول صلى الله عليه وسلم ” حتى يعرب عن لسانه ” ويصله العلم الصحيح.

وفي سن الإدراك  يبدأ الإنسان بالشعور برغبات الغرائز وهي شرعية في وجودها وغير شرعية في انفلاتها والتحكم فيها، فيعرف التفريق وبمساعدة كبيرة من مجتمعه القريب منه وهو “القرابة”، فاذا نجحت “القرابة” وكانت صادقة يبقى المجتمع هادئاً مطمئناً، وعندما تفشل تتعدى هذه الثورة الغريزية ببث سمومها، ويصبح التعدي على الآخر سمة فتضرب المجتمع الكبير ويبدأ الندم بعد ضياع الوقت والنفس.

تظل تربية “القرابة القريبة القليلة” وليس تربية “القبيلة الكثيرة” هي من تساعد على كبح “الشهوات”، فكلما زاد الناس من حول “صانع الشهوات” تستشري الغرائز غير السوية، فالتباهي يسرع في شرارتها، وحرية الفرد تصبح بلا أسوار، هنا يكون التآخي ونصرة “المشاغب في القيم الأخلاقية” وقاحة وتمادي ليس له نظير.

ينسون هؤلاء “صناع الشهوات” أنهم أكبر خدام للعدو، هذا العدو الذي ليس خفياً مثلما نتصور، هدفه ثني عزائم المجتمع، عدو لا يستخدم سلاحاً نارياً فنقيم عليه الحد، بل فكراً تنفلت معه الغرائز بلا حسيب ونحن صامتون مستسلمون … وبهذا فإن “صانع الشهوات” خادم أمين ومجاني للعدو الذي يتمنى حصارنا بالأخلاق الغير فاضلة لا بالعقوبات الاقتصادية.

وسط هذا الضياع الروحي لمن لم يستقم لهم صراط مستقيم، فإننا نقسو على أستاذ الشر ومحطم النفوس “ابليس” (لعنة الله عليه)، هذا (الإبليس) الذي لم يتوقع أن في هذه الدنيا بشر يحسدونه على دخول جهنم قبلهم، ولأنهم تفوقوا عليه، فهل نقول لهم مثل مانقول عن “ابليس” (…….الله عليهم)؟!!

رحماك ربي إذا ضاقت بنا الأنفاس.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

سهام الحبر

في الحياة قصص وقضايا ..، في بعض الأحيان ممتعة .. ومنها القليل ما تكون طويلة …