بين صفير الغربان وهذيان سعدان المقاهي وتفاهات المراسيل الرياضية لم نعد صقوراً في الذائقة ولا فرساناً في ملعب المنافسة، بل أصبحنا عوران في القايلة، أصبح الجهال عمالقة والأخيار مهزلة وأهل الأمثال خارج القاعات، سموم غابت ثم عادت وأصبحت تتصدر الأضواء المتمايلة وبرامج التوك الحي وتمسينا ليلاً لساعات طويلة تنحرنا بمفردات التعصب، ترتدي المشالح والساعات الثمينة وترتقي المنصات العالية، فوق رؤوسهم دفوفاً وفي حلوقهم ملاقيطاً، ينقط عليها دنانيراً وتركب نفيساً.
الربح والسعادة ومراسيل الحب لم تعد أسماء نفتخر بها، كانت خطراً ثم أصبحت صلاحاً، كانت تائهة فأصبحت مرعية، وصار الخسران رابحاً والتعيس سعيداً.
من الغبن أن يلهث البعض وراء الراقص والثرثار والمراسل التائه، بينما هناك صفوفاً طويلة تبحث عن منصة لتبذل ماكسبت أياديها بعناء وصبر .. للأسف بقي الصوت يصفر ويلعلع واللسان يواصل سذاجته وغثاءه.. ونحن نقول بصمت: يازمان المشاهير!