تحقيق الأماني مطلب الى الله من عباده في كل وقت، الأمنية تتردد في الدعاء وفي الصلاة لكل إنسان، فالقائمة قد تطول وقد تقصر على حسب الحاجة وبحجم الضائقة، في الأحلام تود أن تكون لك الدنيا ومنا من يتلذذ بطول حلمه لكي تكتمل سعادته حتى لو تلاشت بعد إستيقاضه من هذا الفيلم القصير.
كم يتمنى كل إنسان تزيد ضيقته في نفسه أن يحظى بالوصول الى مغارة “ علي بابا “ وأن يكون هو (علاء الدين)، يدخل الى دهاليسها ويحصل على الفانوس السحري ويطير بالسجادة من مخرج المغارة الى عالم تحقيق الأماني، يستقر فوق أحد الجبال ويفرك الفانوس فيظهر “ الجني “ قائلاً : شبيك لبيك أنا بين إيديك.
رغم أن ” الجني ” له شروطه والعدد المحدود من الأمنيات، فهو لا يتدخل في توجيه من تحب ومن تكره ولا يستطيع أن يعيد أحد من أحبابك الى الحياة، ماذا ستتمنى؟، هل تبدأ أن يبني لك مسكن؟، هل تتمنى الحصول على وظيفة؟، أم يسدد ما تبقى لك من أقساط بنكية، أم يسدد مخالفات ساهر أو فكاك أمر حكم تنفيذي، قائمة تطول في هذا العالم الملآن بجميع أسباب الحياة وصعوبة الحصول عليها.
قد تحزن أن لا تكون مثل ( علاء الدين ) وأن تملك فانوسه السحري، لكن الحيرة في أن ” الجني ” الخفي يملكه أناس كثر فهم أغنياء ويملكون من المال مالا يسعه المصباح ولا خزائن ” الجني “، هناك أناس نسمع عنهم يستطيعون على سبيل المثال تسديد فواتير هاتفك وكهرباء وماء منزلك لبقية عمرك، ولست وحدك بل الألوف من المحتاجين وبدون مشاكل ولن تهتز ميزانيتهم. هل هؤلاء يملكون الفانوس الذهبي وهل بهذا العدد المهول من الجن تحت تصرف هؤلاء الأغنياء؟.
نومن بأن المتناقضات والمتضادات يمكن التعامل معها وتفسيرها أنها من النفوس مثل الصدق والكذب، الأمانة والخيانة والصالح والطالح، لكن الغنى والفقر مسألة مختلف عليها وقد تصل حتى أن الإنسانية ليس فيها إنصاف مبين، المعادلة النسبية غير عادلة فعدد الفقراء بالملايين وأعداد الأغنياء بالمئات. الفقر العفيف لم يعد مفهومه أن تجد قوت يومك بل كيف تعيش بنسبة عادلة مقارنة بمن يملكون الملايين بدون إراقة نقطة عرق من جبينهم.
المعروف في هذا الزمان أن أسباب الفقر معروفة أما بالنسبة للغنى فمجهولة .. نسأل الله الرزاق الكريم الذي أعطاهم الفلوس بالفانوس، أن يرسل لنا “ الجني “ بملعقة.