دائماً ما نخذل كأفراد في تحليلاتنا عن الأوضاع السياسية أو الإجتماعية فيما يدور حولنا، ربما تكون مفردة الخذلان قاسية في حق أنفسنا و لكنها الواقع، قد نلطفها و نقول سوء تقدير أو جهل بخبايا الأمور، النتيجة أن ذلك يصيبنا بشي من الإحباط عندما تنجلي بوضوح حقيقة لم نكن نتمناها، كل ما حصل هو أن العاطفة غلبت على تفكيرنا في تحليل الواقع و تحكمت فينا النظرة التي نتمناها و ليس ميزان التكافؤ في الحجة و مقدرات الأطراف الأخرى.
مع كل نتيجة غير متوقعة تتولد الإنهزامية في النفوس و تغمرنا مشاعر عدم الثقة و هذا ما يريده الطرف المخالف لنا في تصرفاتنا، عندما نصر على سلك طريق أوحد فهذا لا يساعدنا في حماية خطوطنا الخلفية التي ستتصدع خاصة إن كان إصرارنا أحادياً و غير مرن ، الجانب الآخر هو خيبة ظنوننا أو بمعنى أدق غرورنا في أحكامنا : من نحن و هل ما زلنا نملك القدرات ” الذكية” للتعامل مع الأحداث، في الغالب الغضب و الرحمة ليست من مفردات معالجة السياسات و إدارة المجتمع حين يكون الأعداء كثر، الصراحة و المواجهة هي من تغلب في ميادين التفاوض و التجاذب لأن ما كان مكسباً لم يعد يربح في زمن النباح السياسي العالمي و التصادم الإجتماعي.
الأذكياء في لغة الحوار و التفاوض البعيدون عن غرور التعالي في تحجيم الآخر هم من يحمون دوائر المجتمع من إنهزامية التوحد الفكري، تقديس الذات و الرأي الرجعي لن يوصل الأفراد الى فعالية مجدية في مواجهة الأخطار الخارجية.
أخيراً تبقى الأراء في كل المجالات ضبابية في عصر تسيطر عليه الشعوبية و الكراهية، و يضل هناك مكان منزوي يهرب اليه كل فرد منا و يسأل نفسه هل الإنتماء السياسي أو الإجتماعي يؤثر في مشاعري؟ .. تارة تصدقه و مرات تكذب به و حيناً تكذب عليه.
تلك معاناة طويلة داخل النفس تحتمل أوجه التصافي و الهجر ، قد يسعدك في سويعات الفراغ أن تقرأ رواية حزينة تغرق صفحاتها بالدموع، أو مشاهدة فيلم سينيمائي درامي يجسد المعاناة و يتصنع حلولاً أتقن في صناعتها مخرج مشبع عقله بالخيال لكنه مقبول، بعكس ما تشاهده و تسمعه كل يوم من الغير معقول و لا مقبول.
عفوك يا رب.