بين الرياض و الدمام ..لقاء بعد أربعين عاماً

هذه الصورة أرجعتني ما يزيد عن الأربعين عاماً مضت .. و ذكرتني بلقاءنا الأول في هذه الحياة .. الرجل الفاضل و الشيخ الموزون في كلامه و حدة نظراته الرجولية حامد بن صمان الحوالي حفظه الله و رعاه .. إلتقيت به مساء الجمعة في الدمام بمناسبة خطوبه كريمة إبنه الرائد فهد بن حامد و الذي نسأل الله تعالى أن يجعلها مباركة و بالحياة السعيدة للجميع ..

الصورة إلتقطها حبيبنا أبو عزام الكريم عزيز بن سعد الله بن عزيز العثمان و كانت بظروفها جيدة و كأني بأبي عزام يمنحني عذر عدم التصوير الذي قد لا يرغب به البعض .. و كانت صورة معبرة  و جميلة للذكرى.

في الرياض .. و في بيت الليمونة الواقع في شارع المرقب و على بعد مسافة قصيرة من بيت والدي رحمه الله .. كنت أسلي نفسي في أوقات فراغي و في نهاية الأسبوع بالمرور بهذا البيت الشامل .. أتلمح في تلك الوجوة التي تكبرني بسنوات .. أتعلم منها أشياء و أتلقن مفردات .. حتى أني عرفتهم جيداً و أحببتهم فهم أقرباء و صلة الرحم لا تذهب كالضباب ..

كان أبو فهد يبهرني بإجادته لنطق الحروف من مخارجها بطريق سليمة جذابة و هذه عند العرب الأصلاء ميزة الحكيم العارف الواثق من نفسه .. إطلاعه و قراءته في تلك الأيام كانت غزيرة و قد تحصن بها بقية حياته و تأكدت منها في لقاءنا الأخير مساء الجمعة .. عموماً لم يسمح العم حامد بتكريمه من المجتمع الحوالي في المنطقة الشرقية نظراً لظروفه الخاصة الملحة و ظروف حجز الطيران في اليوم التالي .. الجدير بالذكر أن هذه أول زيارة للمنطقة الشرقية لأبي فهد و كان الجميع يرغب في بقاءه أطول و لكن للحياة مشاغلها .. راجين له الصحة و العافية و عمر مديد على طاعة الله و رضاه و سعادة الدنيا و الآخره … حفظ الله الجميع من كل مكروه.