معرفتي الأولى بالأخ و الزميل العزيز عساف بن عبد اللطيف تعود الى عام ١٩٧٥م في بلاد حوالة أثناء إجازة الصيف و الدراسة تقابلنا و تنزهنا و سمرنا مثل حال تلك الأيام .. و تلتها السنة التالية أيضاً .. وكنا نتقابل في الرياض أثناء مروره الى الظهران حيث كان يدرس العلوم العسكرية في معهد الدراسات الفنية التابع للقوات الجوية ..
في عام ١٩٧٧م إلتحقت بجامعة البترول و المعادن في الظهران و هناك كانت أمتع الأيام و تعززت علاقاتي بأبي عماد و معه كانت نخبة جميلة حظيت بدعمها و مواصلتي .. أعطتني حباً للمنطقة الشرقية لم ينقطع حتى الآن .. كانت هذ النخبة يتصدرها عميد المجتمع الحوالي في منطقة الدمام آنذاك الأخ الراحل علي بن صالح رحمة الله عليه و غفرانه و الإخوة الأعزاء عزيز بن سعد الله بن عثمان و علي بن عبد الله الغانم و عبد الله بن صالح بن سعد حفظهم الله.
أدناه رسالة بريدية قديمة من صفحتين تعود الى عام ١٩٧٦م وصلتني من الأخ عساف .. كانت رسالة راقية المعاني كرقي صاحبها .. و فيها نفس الزمن الجميل بحروفه و بشفافيته و صدق المشاعر التي دامت مع أبو عماد .. قابلته قبل أسبوعين في جدة فكان هو الرجل السمح المبتسم المؤمن الذي عرفته .. تذكرت رسائله القديمة و أحببت أن أشارك بواحده من مبدأ تذكار للكلمة الطيبة و تقدير لأناس لم تتغير مشاعرهم .. حفظوا العهد و من حفظ العهد دانت له السعادة في الدنيا و الأجر للآخرة.
أما الرسالة أو المذكرة التي تركها أبو عماد في غرفتنا أنا و زميلي محمد الحزنوي في سكن جامعة البترول بعد زيارته و عدم و جودنا أثناءها.. فكانت شاهد على زيارته و حرصه الدائم أن لا يخرج من الغرفة المفتوحة دوماً إلا و أخذ بعد الإستئذان شريط لمحمد عبده من على طاولتي و آخر لأم كلثوم من على طاولة الزميل الحزنوي .. و ذهبت الأشرطة و بقيت الرسالة.