مواضيع منوعة
الرئيسية / صـور / بين جدة و مكة .. و لقاء الشيوخ الثلاثة

بين جدة و مكة .. و لقاء الشيوخ الثلاثة

أمضيت الأسبوع الماضي و أيامه بين جدة و مكة .. كان سنام الزيارة هو حضور أفراح الإخوة الأعزاء الأستاذ صالح بن هزاع و المهندس علي بن سفر في زواج المهندس أحمد بن علي على كريمة “ أبو هزاع “ و هي إبنة أختي الكبرى الغالية .. حفظهم الله جميعاً … كانت ليلة جميلة بحضور رموز المجتمع الحوالي من مختلف مناطق المملكة .. و رغم أنها تواكبت مع ليلة حفلة محمد عبده في جدة إلا أن الحضور عوضوها بليلة جنوبية حوالية مميزة أسعدت من حضر و استمرت مراسيم الفرح حتى قرب الفجر.

كانت تلك هي أول ليله أقضيها في جدة .. كانت حجوزات الفنادق و الطيران مبنية على أن أمضي أربعة أيام في جدة و يومان في مكة أغادرها مباشرة الى المطار .. و بحكم أني سافرت لوحدي فلم يكن لي أي إرتباط محدد فكان لي من الحرية المطلقة أن يسوقني الوقت أينما ذهبت و مع من حضر .. في السفر لا يهمني النوم بقدر ما يهم أن استفيد من وقتي في تأصيل العلاقات الإنسانية و متعة التسوق و مشاهدة طابع البلد الذي أتيت اليه.

لم أكن أتوقع أن تشهد هذه الأيام القليلة زخماً من أوقات جميلة أعادتني الى أيام صباي و شبابي و عرجت عليها بسنين عمري بين أجيال من الأقارب إستأنست برؤيتهم و التحدث معهم بشي كبير من الإبتسامات و الدموع و مشاعر فياضة ألهبها البعد و مشاغل الحياة .. كان الأبرز في كل ذلك لقاءاتي بالشيوخ الثلاثة و الذين لهم رمزية في فترات من حياتي بحكم القرابة و العلاقة بينهم و بين والدي رحمه الله و لكنها إنقطعت لفترة من الزمن ليست بالقصيرة.

لم أحتاج الى وقت للتفكير في عدم حضور الشيخ صالح بن عبد الله بن رديف للفرح في أول ليلة وصلت فيها .. فبالسؤال تعرف الأحوال .. هو الشيخ الذي لم يتخلف بحضوره محفلاً أو مناسبة أو واجب شرعي إلا و كان في المقدمة بسيفه و بكرمه و بهيبته .. و قمت بزيارته في اليوم التالي في مسكنه في جدة للإطمئنان عليه و كان كريماً في وقته و حسن كلامه .. حفظ الله أبا عبد الله و متعه الله بالصحة و طيبة الإيمان.

من حسن الحظ أنه أثناء زيارتي كان هناك ثلاثة مناسبات للمجتمع الحوالي و كان لي نصيب أن ألتقي فيها الخال العزيز الشيخ محمد بن عبد الله بن شائق حفظه الله .. الذي ميزني بكلمات لطيفة و حسن مودة و مشاعر تبينت عندما طلب مني في آخر مناسبة أن أجلس بجانبه و التقاط صوره معه بعد ملاحظته أني أصور و لا أتصور .. عطر الله أيامه بالصحة و السعادة.

متعة الحياة هي مع الأقارب مهما قالت الأمثال و جارت الألسن .. كان ملازماً لي الإخوة و الإبناء و من عرفتهم في منتصف العمر هم الأحبة : جمعان بن علي بن رديف و مساعد بن صالح بن رديف و محمد بن علي بن رديف .. كانوا هم الرفقة الجميلة و أهل الشيمة العالية .. لم يتركوني لحظة وحيداً .. و كانوا خير الرفقة من المساء حتى الفجر .. و لا أنسى المصادفة الجميلة مع الأخ محمد بن سليمان الذي زادها نكهة و فوح من مشاعره النبيلة و حسن مجالسته.

غادرت جدة الى ميقات السيل ثم الى مكة لأداء العمرة .. في المساء كنت على موعد مع الأخ و الرحيم أحمد بن علي بن سعيد و الذي كان في زيارة لأرحامه في مكة و تشرفت بزيارتهم في حي الشرائع و بكرمهم المعهود تناولنا وجبة العشاء و عدتها بعدها الى الفندق.

في اليوم التالي الجمعة كان موعدي مع الإبن عزيز بن سعد الله بن عزيز و الذي حضر الى مكة قبل صلاة الجمعة .. تواعدنا أن نلتقي بعد أدائه العمرة و الصلاة و الترتيب لزيارة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي. أدينا صلاة المغرب في الحرم و توجهنا مباشرة الى منزل الشيخ حفظه الله و رعاه بالتنسيق مع الأخ سعد الله بن عبد الرحمن من خلال الجوال .. إستقبلنا الشيخ سفر ببشاشته المعهودة و عمق العناق بحضوره إبنه إبراهيم جزاه الله خيراً .. خلال نصف ساعة من الزمن طاف بنا أبو عبد الرحمن بحديثه الشيق و ذكرياته الجميلة في الرياض مع الوالد و الوالدة رحمهما الله .. و تذاكرنا مواقف جميلة قديمة .. أسماء و أماكن .. أحداث و عبر .. كانت لحظات راقية .. أريد أن أستمع فقط .. يدخل جوانحي حديثه الصادق من نفس طاهرة لم تعرف الشوائب و لا تنزل الى سوء القول ..

غادرت مكة يوم السبت الى مطار جدة للإقلاع الى الدمام في الواحدة ظهراً .. غادرت الدفء في جدة .. دفء الأجواء و دفء تملاؤه روحي بعد هذه الزيارات الكريمة .. دفء لم تكسره هبوب الشمال الباردة و المصحوبة بصقيع بارد عند وصولي الى الدمام ..

حفظ الله الجميع من كل مكروه.

الصور التالية بعض من لحظات تلك الأيام.

IMG_6975oaosJeddahIMG_6978123sIMG_6951IMG_6956IMG_6952IMG_6929762IMG_7056IMG_7065IMG_7074IMG_7061

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …