مواضيع منوعة
الرئيسية / صـور / تغطية بالحرف و الصور لحفل فنان العرب محمد عبده في لندن – ١٨ أغسطس ٢٠١٦م

تغطية بالحرف و الصور لحفل فنان العرب محمد عبده في لندن – ١٨ أغسطس ٢٠١٦م

من جميل الصدف أن تكون إقامتي مع الإبن عبد الله في لندن في هذه الأيام متواكبة مع حفلة فنان العرب محمد عبده و الذي أعلن عن موعدها في ١٨ اغسطس بعد تأكيد حجوزاتنا في مايو الماضي .. فكانت أول مهمة بعد وصولنا هو حجز تذاكر الحفل و ذهبنا في اليوم الثاني الى فندق Grosvenor House و الذي سيقام في صالته الفخمة الحفل الكبير على شارع باركلين ، القاعة تبعد مسافة قصيرة من فندقنا الذي نسكن فيه .. و رغم إرتفاع أسعار التذاكر فقد قمنا بشراء فئة الدرجة الأعلى VIP و التي تتضمن طاولات أمامية مع خدمة العشاء .. ذلك ليتسنى لنا رؤية ” أبو نوره ” عن قرب و كم هي مرضية بحجم و كبر الهرم فنان العرب و الذي عشت على صوته أزمنه و ذكريات لا تنسى و عشقي له و لفنه الأصيل لا يقدر بثمن.

استعدينا و إبني عبد الله البارحة للذهاب بملابس تليق بمكاننا المخصص في الحفل و توجهنا في حوالي الساعة الحادية عشر مساء بتاكسي لندن لكي لا نفسد أناقتنا و لا تذهب رائحة العطر سريعاً رغم قصر مسافة المشي ..

دقيقتان و وصلنا موقع الحفل و أستقبلنا إستقبال كبار الزوار و توجهت بنا سيدة الإستقبال الى موقعنا المخصص و على الطاولة شموع تضئ برومانسية عالية و مختلف المشروبات الباردة الحلال تنتشر في منتصفها .. و بعد سؤالنا من قبل الجرسون الإنجليزي و التي كانت أناقته تضاهي كبار الزوار عن موعد تقديم العشاء و القهوة الساخنة .. تفضل علينا سيادته بالعشاء و القهوة الساخنة و الحلويات التي تعطينا طاقة و لياقة لمواصلة السهرة و هي في مثل هذه المناسبات عادة ما تقفل عند الساعة الثانية عشر منتصف الليل اي قبل ظهور فنان العرب بدقائق ..

كانت الصفوف الأمامية و التي تضم كبار الزوار مكونة من عشاق محمد عبده من رجال الأعمال و سماسرة الفن و في مقدمتهم سامي الهندي مدير الحفلات في روتانا و ضيوف منظم حفلات محمد عبده في لندن السمسار محمد جاد.. كما يضم هذا القسم الفاخر بأعضائه عناصر نسائية من و جهاء المجتمع المخملي الخليجي و العربي و أهل الفن من ممثلات و مذيعات شهيرات، لم أكن لأتعرف عليهم الا من خلال وجوههم و من مشاهدتي لبعض البرامج و المسلسلات الخليجية التي تعرض على تلفزيونات الخليج .. كانوا في أرقى ملابسهن و كانوا يشكلن أكثر من نصف الحضور .. أما على الطاولات التي خلفنا فلم يكن مختلفاً الفرق في بيان الثراء و الثروة .. الى جانب الشباب و الشيوخ العاشقين لصوت فنان العرب كان العنصر النسائي مسيطراً من خلال العوائل الخليجية و العربية .. أما في الخلف و في الطابق الأعلى فكان شباب الخليج متواجداً بقوة و هم أضفوا على الحفل أجواء خاصة لا تختلف عن ما نشاهده في مدرجات الملاعب من طلبات لفنان العرب لأغاني معينة أو تعليقات عالية الصوت تشجيعية لأبي نوره.

و رغم الحضور الذي كان يتنامى ساعة بعد ساعة فإن مستوى الأمن ورجال الأمن البريطانيين الخاصين في القاعة عالي الحس واستطاعوا ضبط الحضور تنظيماً و سلوكاً في كل أرجاء القاعة و لم يستطع أحد الإقتراب من خشبة المسرح حتى للتصوير او لأخذ صور خلفية سلفية .

بعد منتصف الليل بعشر دقائق إعتلى فنان العرب محمد عبده خشبة المسرح و هو في كامل أناقته الإفرنجية ليقابل بترحيب كبير تعود عليه ” أبو نوره ” منذ زمن طويل .. و بدأت الايادي ترتفع لتلتقط فلاشات السلفي و التصوير لهذه اللحظة .. كان الزمن الماضي يكون الترحيب بالتصفيق اما الآن فإن إرتفاع الجوالات و الصفير هي الترحيب .. و عندما كلت الأذرع بداء التصفيق و الترحيب كل على طريقته .. و من ثم تعالى الشجن مع صوت فنان العرب و طرب و أطرب و تغنى بأكثر من إثني عشرة أغنية بين الجديد و القديم .. لم تتوقف سنابات الحضور عن توثيق كل لحظة و لم تتوقف الشفاة و الأصوات الخافتة عن ترديد ما يشدو به هذا الفنان المميز و الذي لن يكرر التاريخ مثله في شده للإنتباه فهو صديق الحياة و الذكريات الجميلة و كان كل حاضر ينظر إليه كأخ للرجال و النساء البالغين لازمهم بصوته و أغانيه العذبة طيلة حياتهم و هو شي واقع لا يمكن إنكاره ،و كأب للشباب و الشابات لعمره الذي يتجاوز الستين لكن روحه الصافية و صوته لم يشيخان و ظل يطرب الكبير و الصغير من كل جنس و كل جنسية في كل مكان و زمان.

خلال الحفل إنبرى الابن عبد الله بممارسة هوايته في إلتقاط صور السناب و مشاركته لأهله و زملائه كبث مباشر من موقع الحفل .. و أنبريت أنا بتصوير الحفل كاملاً بواسطة كاميرا القوبرو و التي سأقوم بمنتجتها و رفعها على قناتي في اليوتيوب إضافة الى تصويري سنابات خاصة كتجربة أولى و التي تم تشجيعي على الاستمرار فيها.

إنتهت الحفلة حوالي الساعة الرابعة صباحاً و غادرنا القاعة و الناس مجتمعون عند بوابة الفندق كل في وسيلة مواصلات إن كانت سيارات فارهة خاصة أو تكاسي لندنية أو حناطير ممن صعب عليهم الحصول على مواصلات … إخترنا كغيرنا ممن يسكن حول المكان أن نمشي في صباح بارد و هواء منعش الى الفندق و الذي لم يأخذ منا أكثر من ربع ساعة ..

وصلنا الى الفندق و نحن في قمة النشاط و الحيوية من حيث أننا قضينا أمسية رائعة باهضة الثمن و لكنها ستبقى في أذهاننا كذكرى مميزة و لقاء ممتع صاخب بكل الأحداث مع حفلة فنان العرب محمد عبده التي مرت سريعاً و لكنها تبقى طويلاً في ذاكرتنا.

image image image image image image image image image image image image

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

لماذا الحرب ؟

السؤال الذي نطرحه هذه الأيام لماذا الحرب؟ ولماذا القتل ؟ .. ساقتني الصدفة الى ملاحظة …