في بعض الاحيان، ربما يحس القارئ أنني أكتب عن شئ غامض .. أدخله في ضبابية خطي وفكري .. قد أطرق موضوعا متلبسا برداء العاطفة الخفية ..أدفع قلمي للإقامة في منطقة رمادية .. أتوجس وأغرف من برزخ مشاعري بهدؤ لكي لا أغيظ أحدا ..
هذه العاطفة لها علاقة مفرطة في الإدعاء بحال الوفاق .. فيها حيوية ومزاجية وبلاغة لغوية بعيدا عن الإنزلاق نحو هاوية الشكوك ..أداري احساسي بشيء من الإنفلات الذهني المقيد ..حتى في أشد شراسة حروفي فأني لا أعطيها مفاتيح اليأس الزايد عن حده، ولا أتنصل من تعابيري القاسية والصريحة ..
من النادر أن تفوح الأسرار في ذاتي .. تجربتي علمتني أن أكون معنيا بالحفاظ عليها وأرفض أن أتشعب في تكريس ظنوني .. علاقتي مع حروفي طبيعية وليست متباينة مع حوار النفس ..
أعلم أن هناك نصاً يظهر لي على أنه جيد ولغيري رديء والعكس مثله، قد أتراجع عنه ولكن عندما أنشره لا أحاول أن أتهرب منه أو أخفيه..
ذلك لم يمنعني من الكتابة من جديد،وكلما زادت الظنون والحيرة حولها .. عرفت أن الرسالة وصلت لي ولغيري ..
دمتم بود وعافية.
خاتمة:
يقول شاعر الغزل الرقيق : العباس بن الأحنف:
أُداري الناسَ عَمّا بي وَأُخفيهِ فَما يَخفى
وَأَشتاقُ فَلا يَعلمُ إِلا اللَهُ ما أَلقى
إِلى مَن زَيَّنَ اللَهُ بِهِ في عَينِيَ الدُنيا
وَمَن أَهدى لِيَ العَتبَ فَأَهدَيتُ لَهُ العُتبى
إِذا ما غَضِبَ العاشِقُ فَالغايَةُ أَن يَرضى
أَلا مَن يَرحَمُ الظَمآنَ يَستَسقي فَلا يُسقى