بين الخرج والرياض ود قديم تحييه نسائم النخيل وفياض الرياض .. تمزجه في الهواء وتنقيه في النفوس ليبقى عطراً يدوم.
كذلك بين الراحلين والدي ( أبو عثمان ) ومقام عمي ( أبو سعود ) رحمهما الله .. ود قديم تحييه منابت الحياة في ديار حوالة وابقيق والمجمعة والرياض والخرج .. كلاهما سافر وكلاهما كافح .. إجتماعاتهم فيها أسرار الحياة وأحاديث الرؤى وهمسات الحنين .. عندما تسنح الفرص يختارا ركناً يفتحا بين زواياه صفحات الأيام .. يلقطا أنظار الحاضرين وبثقة يبادلون النظر في جلسة الصفا والأخوة .
وبعد السنين الطوال رحلت الأحاديث والأصحاب لكن الود باق بين الأبناء وسيبقى إن شاء الله بين الأحفاد.
تشابه الموقف يوماً بعدها فكانت الصورة وفي نفس المدينة الخرج بين ( سعود ) و ( عثمان ) .. عادت الصورة وإختلف الزمان وبقي الود في كل صورة لنسل الكبار.
هذه الصورة للراحلين سربها لي بالأمس أخي العزيز والعديل الفطن سعيد بن صالح حفظه الله .. قال ( أبو عبد الرحمن ) عنها : جلسة الأخوة الراقية .. ما أجمل تلك الجلسة الأخوية.
وفي السياق نفسه، صورتان أخرتان للفقيد ( أبو سعود ) والأخ الغالي علي بن هاجر ( أبو أحمد ) في زمنيين متباعدين غطى الشيب مكامن التعابير .. وبقي الحب والود والوصال صنوان رؤوسهما وفي وسط قلوبهما.
الصورة الأخيرة نادرة وسابقة للزعيم ( أبو سعود ) وهو في محافل العمل والعز والشرف عندماً خادماً مخلصاً وفياً لدينه ولوطنه ولولاة أمره.
سطور مشرفة نفتخر بها أبناء وأحفاد ( أبو عثمان ) و ( أبو سعود ) .. عسى الله أن يديم المحبة والود لنكون مرايا مشرقة لأمجاد آباءنا وكفاح أمهاتنا .. رعى الله الجميع برحمته وحفظه.