عندما تذرف الدموع في وقفات الحنين الى مابناه الآباء والأجداد، ينفطر القلب لتلك المنازل وينبض بالحيرة والتحسر على فراق من بناها وسكنها، تنبثق المشاعر في أبهى صورها بدون إنحراج وبلا تصنّع، يتوجد متأملها وفي ذكراها يغوص في حنايا الزمن، هي صعوبة الموقف لكنها حالنا في الدنيا بين ماض مضى ومستقر مؤقت.
الأجيال الغيورة تحافظ على المنازل والمتناسية تتجاهلها والميتة أرواحهم تحاول هدمها، الحفاظ عليها ثروة وطنية للتاريخ والتناسي عنها نكران وغنى مزيف أما هدمها فكأن من قرع رأسه بالفأس فأمات عز نفسه وغيره.
ذكر الحموي في معجم البلدان أنّ القاضي أبو يعلي عبدالباقي بن أبي حصن المعري مرّ بقرية تُسمّى (سِيَاث) بُليدة بظاهر معرّة النعمان، فرأى أُناسا ينقضون بنيانها ليعمروا به موضعا آخر، فراعه ذلك .. وأنشأ هذه الأبيات التي تكشف سر تعلق النفوس بأطم وأطلال الآباء والأجداد !
مررتُ برسم في سِياث فراعني
به زجَلُ الأحجارِ تحتَ المعـاولِ
تناولها عَبْلُ الذراع كأنــــــــــــما
رمى الدهرُ فيما بينهم حربَ وائلِ
(( أتُتْلِفُها ؟! شُلّتْ يمينُك، خَلّهـــا
لِمُعْتَبرٍ أو زائرٍ أو مُسَائــــــــلِ ))
منازل قــــــــوم حدثتنا حديثهم
ولم أر أحلى من حديث المنازل!
المناظر التالية من بيوت ( سنان ) القرية القديمة في بلاد حوالة في منطقة الباحة، والتي تمثل تاريخاً وإرثاً كتبه السابقون بالشقاء والبناء لتستقيم حياة من بعدهم، ليت الأهالي يحافظون عليها ويهتمون بها، ودعوتنا لإمارة الباحة ولوزارة السياحة أن يأتوا ويشاهدوا ثم يقرروا عن هذا الموقع المميز، هو مطلب أن يكون جزء من إهتمام الأهالي بدعم من الأمارة والوزارة ونتمنى أن الصوت يصل فيصلوا.