في زمن التواصل الاجتماعي يختلف الناس في طرقهم للسؤال عن أقاربهم وأصدقاءهم، اختفت الرسائل المكتوبة وإهداءات السلام عبر الأثير وقلت المكالمات التلفونية، لكن الشعر وقوافيه مازالت باقية للبعض ويفضلها كأسلوب تواصلي، أسلوب يبنى من خلال الأبيات مشاعر الصداقة والمحبة، يسطر الشاعر مقاصده بحروف مقفاة وبلحن منتظم وقوافي منسجمة ومتراصة، الشعر تعبير قوي وقد أحبه العرب وأبدعوا فيه منذ القدم ومازال هو وسيلة التواصل التي مازالت حية ولها عشاقها ومحبيها ولها ايضاً عظماؤها وقاماتها التي تبقى على مر الأزمان.
الشيخ محمد بن عبد الله بن شائق حفظه الله شيخ قبيلة حوالة، هو شيخ في تذوق وكتابة الشعر الجنوبي المنتشر في منطقة الباحة وعسير، له عدد من البدوع والردود والقصائد المتداولة، قبل أسبوع ومن قبل السؤال عن أصدقاءه وأحبابه جال هاجوس الشعر في خاطره الى صديق له مكانة خاصة في قلبه وهو الأستاذ سعد بن عواض بن هميل الغامدي حفظه الله من قبيلة بني كبير في محافظة بلجرشي، أرسل “ أبو شائق “ قصيدة إليه وهي معنونة أدناه بـ “ بيت الطيب “، أبياتها وحروفها عبرت عن الغلا الذي يكنه ” أبو شائق ” لبيت ( الهميّل ) الكرام من قلب لا ينسى أهل الجود والكرم.
وكعادة الأصدقاء التي بنيت محبتهم على الوفاء والإحترام، لم يدع الأستاذ سعد أن تمر هذه القصيدة بدون رد يوازي مقام مرسلها، ورغم أنه يتذوق الشعر ويعتز بهذا التراث المتواتر لكنه وجد أن شقيقه الشاعر راجح بن عواض بن هميل الغامدي حفظه الله هو من يستطيع أن يوفي “ أبو شائق “ في هذه المجاراة. الشاعر راجح شاعر متمكن ومعروف في أهله وهو خير السفير، كتب الشاعر راجح قصيدة الرد بإحترافية وتمكن وهي معنونة أدناه بـ “ شيخ الوفاء “، هي قصيدة أعطت الجواب بين الأحباب وأكرمت حروفها من قالها ومن تلقاها.
تتوالى الخواطر وكل يريد إظهار المحبة والمودة بدون تكلف، لكن الحروف لا تدع الشعراء يغادرون، فأنهار الشعر تجري وقطوف الورد روائحها تظل في جو الأصدقاء، في حضرة الشعراء ينبت شعراء وفي البيت الواحد ينتقل الشعر ويصبح موروثاً وكل يغني على ليلاه، في بيت “ آل شائق “ هنالك حديقة من الشعراء فيها كل معاني الشعر وطروقه ويحتار من يعرفهم من هو الأفضل، لغة التواصل بينهم شعراً وملتقاهم أمسيات شعرية.
في هذا التواصل بين الشيخ محمد والأستاذين سعد وراجح حفظهم الله جميعاً، إلتقف الشاعر الأستاذ رياض وهو إبن الشيخ شائق بن عبد الله آل شائق رحمه الله من عمه هذه المحاورة والتواصل فطلب من عمه ” أبو شائق ” أن يجاريهم محبة و عرفاناً لمن أحب ومدح عمه الشيخ ومن أكرم بالحروف والقول قبيلة حوالة، هي عنوان تقدير ومحبة ونيابة عن قبيلته وأهلها، كتب الأستاذ رياض قصيدة معنونة أدناه بـ “ ياداعي الخير “ فأجاد من جوده وجود أهله لمن يستحقون الجود.
تشرفت بهذا القصيد وأهله في مدونتي و أتمنى لكم قراءة ممتعة.