مواضيع منوعة
الرئيسية / مختصر / أهلاً بالعيد

أهلاً بالعيد

أمكنة كثيرة رأيت فيها صورة العيد، في بيتنا القديم، في الغربة وفي ليالي الوحدة .. أجد نفسي أطير بلا أجنحة وأحيل الحنين الى مجازات تتعلق بالثوب الجديد والمائدة الشهية مهما كان لونه ومحتواها القليل.

 أجد الماضي يزحف نحوي فلا كنت أقول له متى وأين العيد؟ ..كنت أرمي أيامي على قدر المسافة بعد كل عيد .. أتذكر أبي وأمي رحمهم الله مشعين بالوصايا النبيلة ..  أحياناً أرى دموعاً لأخيله افتقدها في كل الأعياد، ويعتريني بكاء صامت فأرى صورها تهدئ خوفي الباطن .. استمر حتى الفجر وأنا أقرأ الضوء في وجوه أصدقاء الطفولة .. .. أتذكر تلك الأيام الجميلة .. كانت تساؤلات محيرة لي وكان رهاني أن أذوق حلاوة العيد قبل يوم العيد وأترقب هلاله الذي لم أكن أراه سوى من صوت المذياع.

في هذا العيد سأقع بين الماضي والحاضر لأن الكل مشغول بين البيت القديم والبيت الجديد ويستمر العيد ببقاء الأنوار وحبال الزينة طيلة لياليه .. والناس يحرقون البخور كعنوان لإحراق الهموم ويتجددون برمي المشاكل والزعل .. يظهرون الإستعداد بقابلية الإستهلاك الأكثر من ملابس وحلويات وموائد عامرة، ويزينون البيوت والشوارع بالورد والإضاءة ليستقبلوه بروح جديدة كتعبير للفرح والسعادة وتجديد الأمال.

من قلب السكون المفرح  أسمع أصوات الزغاريد وأناشيد الفرح : أهلاً بالعيد .. فالعيد هو نتاج ما فاض به صيامنا وصلاواتنا وقيامنا بعد شهر كريم، إنه الرغبة في طهارة القلب من شوائب قد تعلق في جدرانه فتخل بنا عن الطريق المستقيم.

 العيد هو فيض الحياة والفاصل بين كذب الذات وتجديد القيم الدينية والبعد عن الرغبات الغامضة .. هو قياس للمصالحة مع النفس بهمومها ونعراتها وينبهنا بما نسيناه أو تناسيناه.

oقصة العيد هي قصة الحب والمودة والرحمة بيننا وعدم الحقد.. لو استغلينا شروعه في الإيمان لوجب علينا أن نقول أنه نقطة التلاقي والحفاظ على التوازن .. في كل عيد نعود من جديد  في عمرنا المكتوب .. كل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده. 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

سهام الحبر

في الحياة قصص وقضايا ..، في بعض الأحيان ممتعة .. ومنها القليل ما تكون طويلة …