علاقة القبائل ببعضها في جنوب المملكة علاقة أزلية خاصة بين المشائح و حكماء الرأي و المشورة و هؤلاء النخبة يعتبرون صمام الأمان لتطور المجتمعات و مركز الصلة و التفاهم بين من يعيشون و يزاولون حياتهم بفرحها و ترحها.
القيمة العالية لهذه العلاقة تشاهد في مناسبات الأفراح و في مواساة الأحداث و في حل الخلافات الطارئة. هذه الميزة مهمة لما لطبيعة المنطقة الجغرافية من إتصال ببعضها في حدود قريبة و متلاحمة تمازجت معها أواصل القربى و الرحم التي نشاهدها في كل محفل و مناسبة.
لم يقتصر هذا الترابط في المنطقة نفسها و إنما تعدتها الى مناطق المملكة حيث ينتشر فيها أبناء المنطقة، و ما زالت العلاقات مستمرة مع بعضهم و كونوا تلاحم مع أبناء القبائل الأخرى في المملكة و تشاركوا معهم في الرزق و الرحم، هذا ما يميز هذه البلاد تحت القيادات الحكيمة من ملوكها السابقين رحمهم الله و الحاضرين حفظهم الله، و عليه فأن الواجب منا الشكر لله و الحمد له على هذه النعمة التي ننعم بها في بلادنا العزيزة تحت ظل الله سبحانه ثم الحكم الرشيد و الشعب الوفي الذين أرسوا هذه العلاقة المبنية على شرع الله و هدي رسوله في التسامح و التكاتف.
و من ذلك ما نسمعه من تقدير من كبار قومنا لتنشيط هذه العلاقة و جعلها قدوة للأجيال القادمة و منها هذه المحاورة الشعرية بين الشيخ محمد بن شايق شيخ قبيلة حوالة و بين الشاعر الشيخ صالح بن خليفي الأزهري من بدع و ورد لتبين مثال راقي لعلاقة محبة و عشرة تربطهم من وشائج صلة قديمة بين الأباء و الأجداد.
الشاعر الشيخ صالح بن خليفي الأزهري من أعيان و رجالات ديار الأزاهرة و هو من كبار و رؤوس غامد المشهود لهم بالخير و الكرم و الشيمة الحقة، و له حفظه الله مبادرات رائعة في مجال الخير فهو عضو في ديوانية العز للأعمال الخيرية في جدة.
حفظ الله الجميع و أدام علينا أواصر المحبة و الود.