ركن البيت القديم .. و تفاصيله

في حي المرقب بالرياض و في ركن من أركان بيتنا القديم  المحدود المساحة جداً.. كان لي مكان مفضل يتغير مع الوقت حسب نموي العمري و الجسمي في مراحل طفولتي و شبابي .. و مع بداية دخول التلفونات الهاتفية كنت أفضل أن أقوم بدور عامل السنترال لبيتنا رغم قلة المكالمات الصادرة و الواردة آنذاك .. و قد جهز الوالد رحمه الله و غفر له لجهاز التلفون منصة خاصة من عمل يديه المباركة .. و لم يخلو هذا المركاز الخاص بي  من وجود المذياع و مسجل الكاسيت و الذي كان وسيلة غالية للمتعة و تعديل المزاج و عبر أثيره و أصواته كنت أرعى أحلامي و أمنياتي في هذه الحياة ..

في هذا الركن أيضاً كان هناك مساحة جدارية كنت أشكلها و أدوكرها حسب ما يفيض من موجودات البيت و ما يتيسر من صفحات الجرائد و أغلفة المجلات الملونة .. و صور شخصية لوالدي و لأقرباءي مبينة فخري و اعتزازي بهم .. كما يتضمن صوراً  أعجبت بها لشخصيات سياسية و فنية و رياضية كان لها صيت و شأن في تلك الأيام.

هذه الصورة كانت في عام ١٩٧٥م بعد وفاة الملك فيصل رحمه الله بأيام قليلة و التي يظهر فيها بوستر خاص بالملك فيصل رحمه الله من عملي حيث جمعت صور لعناوين الجرائد و المجلات العربية التي صدرت بعد وفاته رحمه الله تحت عنوان “ الملك فيصل رجل العالم “ .. و في أعلى البوستر منشور جريدة الرياض لقصيدة “ لا هنت يا راس الرجاجيل لا هنت “ لسمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله .. كما تزينت المساحة الجدارية بصور الملك خالد و الملك فهد رحمهما الله .. إضافة الى برواز خشبي لصور والدي رحمه الله و لبعض الأقارب.

أما الصور الكبيرة الحجم الجانبية فكانت لهدايا بوستر لمجلة “الكواكب” الفنية المصرية و هي للموسيقار فريد الأطرش رحمه الله و الذي كنت من المعجبين بسماع صوته و أغانية .. إضافة الى بوستر لنجم الكرة المصرية لاعب النادي الأهلي المصري و منتخب مصر  الكابتن محمود الخطيب .. و في أسفلها بوستر لفنان العرب محمد عبده هدية مرفقة مع المجلة و خريطة تبين حدود و خطوط المواصلات بين مدن المملكة و التي حصلت عليها من والدي رحمه الله الذي كان يعمل في وزارة المواصلات.

الصورة من إلتقاط الأخ الكريم و نعم القريب : أحمد بن مشهور المشهور حفظه الله.