مواضيع منوعة
الرئيسية / مقالات / المسافة من ترامب

المسافة من ترامب

مرت ١٠٠ يوم منذ أن تولى الرئيس ترامب للمرة الثانية رئاسة أقوى دولة في العالم، كانت فترته الأولى في عام ٢٠١٧ م مدخلاً لعالم السياسة بعد خبرة طويلة في مجال المال والأعمال، لكنه لم يستطع في تلك السنوات تحقيق طموحاته بسبب ظروف جائحة كورونا والتي عطلت العالم وعطلت مبتغاه في طموح التغيير في تفعيل جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

يعتبر الرئيس ترامب أعظم مؤثر من بين الروؤساء السابقين من بعد الرئيس ريغان (١٩٨١ – ١٩٨٩) على المستوى السياسي والشعبي. هناك عوامل مساهمة في بناء شخصية ترامب السياسية منها الجينات الأمريكية الصلبة والاعتزاز بها، إضافة إلى أنه يملك تضخم في الإحساس بالأهمية لوجود (امريكا القوية) ووجوده هو بالأخص.

كاريزما الرئيس ترامب تجذب دعاة الشعبوية ولكنهم يشعرون بالحيرة من تحدياته بالشعور المبالغ بالتفوق، يعشق العلاقات المضطربة ويستفيد منها، ويستخدم التضليل النفسي الظاهر منه والخفي، يضع الحدود ثم قد يجتازها دون تردد وقد يتراجع وهذا لا يراه عيبا . شخصية الرئيس ترامب شخصية صعبة ومرهقة عقليا, ودائما ما يثير الشكوك لكنه يضل هادئاً، وفي نفس الوقت هو سهل الفهم ومشوق عند التعامل معه سواء مع السياسيين أو رجال الإعلام.

هناك أناس مفرطون في الإعجاب به لكن خصومه أو حتى أصدقاؤه يتجنبون الوقوع في فخ تكتيكاته. داخل البيت الأبيض هو قادر على السيطرة على فريق عمله أفضل مما كان عليه في الفترة الأولى من حكمه، يشكل عبئا عليهم ويرهق عقولهم ولكنه يشجعهم ويدعمهم على إدارة التحديات.

نسأل أنفسنا كعرب أو حتى بقية العالم، كيف نتعامل مع شخصية الرئيس ترامب؟… الخطوة الأهم هي تحديد المسافة الواضحة للتعاطف من أجل تواصل وأن لا نجعل أنفسنا ضحية للابتزاز السياسي، وأن نكون في حالة هدنة مؤقتة لمدة أربع سنوات ذات توقعات واقعية وحماية ذاتية … تأتي مرحلة تالية هي الحزم في التعامل، وأن نقوم ببناء شبكة دعم بين الدول للحفاظ على حدود السياسة مهما كلف الأمر، وأن لا نحاول تبرير أو مجابهة القرارات الصادرة بتوقيعه الشهير والمعقد.

الوضوح والثبات يزعج شخصية نرجسية مثل الرئيس ترامب، علينا أن نختار المعارك السياسية، ونتجنب التصادمية وتصعيد المواقف، وعلينا أن نركز على الموضوعات المحايدة والبناءة. 

حفظ الله بلادنا من كل شر وشرير.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون سعودي يدير مدونة شخصية بعنوان “ مدونة عثمان بن أحمد الشمراني “، يشارك تأملاته ومقالاته في مجالات الحياة،الثقافة والذكريات مع عامة الناس.

شاهد أيضاً

كهف مصطنع

في بعض الأحيان تود أن تخرج من عالمك وتعيش في غابة لا وحوش فيها، تنعم …