مواضيع منوعة

مفتاح ضائع

لم يظهر الى أحدهم قليل من الشعور بالحرج من شخصيته في كل الصور التي يظهر بها، ولم يخطر بباله أنه مبعث نفور من مثله العليا التي نصبها لنفسه المتعالية، خيل إليه أن الجميع يشعرون عنه بأنه شفيف الذكاء وأنه لماح وراضين عنه غاية الرضى.

يستطيع ذاك الإنسان أن يصطنع الكبرياء وأنه يبالغ في السمو حين تمتحن قدرته على الثبات لنظرات الناس فتجده في إختبار حقيقي أمام مبدأ غض النظر، يظهر حرصه المتنافر على مراعاة الأخلاق والتقاليد ويستعبده شغف شديد بها لتحسين صورته وسط مجتمعه.

ولكن كيف يمكن أن يدوم هذا الشغف المطرز بالغرور؟

في كثير من الأحيان عندما يصل ذاك الإنسان ويظن في مقامه أن يكون مرهف الاحساس الشديد فهو قريب من حد المرض، وعندها يدخل مرحلة أنه الوحيد الذي يتخيل نفسه سيداً وكريماً وسط الأغبياء وهو المتفوق ثقافة وإدراكاً.

بالنسبة لهذا النوع من البشر لم تكن حياته خيالاً بل واقعاً حقيقياً عاش عمره كله في تكوينه وتنشئته في داخل الصندوق الذي أضاع مفتاحه ولم يجد غيره مفتاح له حتى الآن.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …