مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / بين التاء والهاء

بين التاء والهاء

جبلنا على حب الكرة وليس ( الكره ) منذ أن كنا صغاراً فلا أحداً لم يركل كرة .. نحب أن نتنافس ونتحدى .. نبحث عن الانتصار ولا نحب الانكسار .. نعلم أن الحياة لعبة هي الأخرى لا أحد يخرج منها فائزاً في كل مرة .. نتفاخر لكن بتواضع عندما نسدد الكرة في حلق المرمى.

كانت مواهب لعبناها في الأزقة الضيقة المبتلة بالطين، ثم تطورنا الى (صبات) المدراس وملاعب الرمل في الأحياء ثم مللنا .. أصبحنا نحضر في الملاعب الخضراء ونستمع بالمشاهدة والتشجيع لمن يلعب الكرة الجميلة .. عرفنا شغف كرة القدم والتيفوهات فحفظنا قوانينها وخطط لعبها وما دور اللاعب رقم ٦ ورقم ١٠.

لاعب كرة القدم ( الفنان ) يرقص بمهارة وهو ساحر في التمريرات وفي ضربات الرأس .. يحرك المدرجات ونقفز له أمام الشاشات ونحاول أن نلتقط ( سيلفي ) معه، ونطلق عليه لقب الأسطورة.. الفريق كله يركض خلفه ونحن بقلوبنا نتبعه فقد أوجد الإبداع.

في عالم الاحتراف لكل شيء ثمناً . وكرة القدم تعطينا المتعة وتأخذنا إلى الإنجازات الملموسة والقوة الناعمة اللازمة لغيرها.. كأن الحياة تظهر مع كل تطور وبشكل جديد وجذاب، بشرط أن يكون فيها إحترام الخصوم داخل الملعب ونبل في الفعل والنية الحسنة واقتران الجسد الرياضي بالقوة وأمانة الهدف.

كرة القدم هي تراث قديم وعظيم وهي ليست فقط كأس أو بطولة بل هي شغف  للعالم أجمع بلغة واحدة .. ملعب كرة القدم هو ساحة حقيقية لا يكتمل الجمال فيه إلا بالمجهود والجدارة .. ملعب لا يجب أن يكون فيه الكذب الكثير ولا الحوزة غير المكتسبة وإنما من تتجمع خيوط اللعبة بين أقدامهم .. هناك فرق كبير بين ( الكرة) و ( الكره ) وشتان بين معنى التاء والهاء.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …