مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / لن أكون جباناً

لن أكون جباناً

لدي قدر من الذكريات التي يختزنها عقلي وكلما زاد تعظيمها تتهذب في ذهني شوائب ينفضها غبار ورماد الأيام والسنين .. تتوقد عزومي مع تذكر بعض مغامراتي القديمة .. أشعر بشيء من الضيق وأجرب بالفعل أن باستطاعتي أن أصارح نفسي بدون خوف لتبيان الحقيقة الكاملة.

في ليالي الصيف القديمة والخالية من التذمر النفسي والمليئة بالأحلام والآمال .. أترجم لحظاتي الى صور صادقة لأدافع عن كبريائي المزعوم، وأعترف بما لا يحتمل اللبس في أن أخاطب من حولي بدون أن تعوقني أية قيود في جمع شتات ذكرياتي.

لن أكون جباناً عندما أروي ما صادفته من مواقف خاصة عندما رسبت وأعدت السنة السادسة الابتدائية بسبب مادة الحساب، ولا كيف حصلت على درجات متدنية في السنة الجامعية الثانية بسبب عدم إقتناعي بتخصصي السابق في الهندسة المدنية، وحصلت على إنذار قاسي مرفق بفرصة أخيرة من لجنة الرحمة في الجامعة .. كانت آنذاك أسباباً ترجح عذري الغير مقبول من الآخرين .. كانت تبدو أكثر مهابة في نفسي لكن تدوينها على الورق يصبح تبريراً عن الفشل لم أقبله فيما بعد.

كثيراً ما تلح علي ذكريات الماضي ويطاردني طيفها كألحان مزعجة لا يمكنني التخلص منها .. لدي لحظات من الذكريات الأليمة التي تنبري لي فتطاردني لوهلة، ولكن عندما أدونها بصورة مبهمة فأنني أتخلص منها وأعطي لنفسي فرصة لأجعل من قلبي أميناً محافظاً على أسراره.

قطرات العرق تبلل جبيني وهي سيل قصص حياتي ولن أتأسف ولن أندم على مسبباتها، لأنني في طريق العيش لم أقر بهزيمتي ولم أكن في ذعر دائم، ودائماً أقدم اعتذاراتي في كل خطوة أخطوها مهما كانت قسمتي ونصيبي من الله. لك الحمد والشكر يا رب العالمين.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …