مواضيع منوعة

سيادة زائلة

عندما يطغى الإنسان في رأيه ولم يخلص نفسه من أنه وحيد زمانه، فإنه يقبل على الحياة بفكر ينتقل به من إنسانيته من خلال صناعة الإرادة الى صناعة الفوضى،وهو عبث ينقل الأنسان من فطرته الإنسانية الى الحياة الحيوانية.

تتنافى مسألة الطغيان في مفهومها الضيق مع مسألة السيادة على مجتمع أو نطاق أفراد، ولذلك صنع الإنسان القوانين المنظمة التي تجعل الناس أكثر استقراراً رغم تعقيداتها.

الرضا يجلب بإحترام إرادة الآخرين وليس عن طريق القهر والجبروت، ولا بد من رسم الحدود لهذا الرضا بحيث لا يصل الى عدم تقدير حريات الأفراد، ويكسبهم بفضل المواهب والحوافز وتقديمها الى كل فرد كنتيجة نهائية يرضى عنها في حدود معقولة.

الفرد الذي يحاول استمداد شخصيته المنحرفة بفضل القدرة المادية لإخضاع باقي المجتمع هو فكرة لا تتحقق لإنها ستزول بزواله، والارتهان الى عقدة الطمع لا تملك صفة الدوام في شخصية الشخص الوحيد، لأن السيادة لا تعني القهر المادي وإنما تكشف انحراف سلوكي مرضي لا يشرق بوضع طبيعي للتعامل مع الأمور الحياتية.

الأنانية هي مرض صعب من أمراض الفوقية في الحياة، وهي ليست طبيعية، وهي صفة بغيضة للإنسان المتعسف الذي يصل على نحو غير شرعي لتسيير الأحكام وتسخير الطرق لإشباع رغباته وملذاته الحسية، أوهام تفيض بها روحه كل ساعة على الدوام في نطاقه المجتمعي والأسري. هدانا الله لما فيه خير مجتمعنا، والسلام ختام.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …