مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / القادم المنتظر

القادم المنتظر

المرض هو الوحيد الذي قدومه ليس ترفاً ولا مستحيلاً حصوله في قدر أي واحد منا .. يقولون علة وألم ولا يستطيع أحد في هذا الوجود أن يتمرد عليه .. هو عربون في الحياة تقدمه السعادة من أجل اكتمال الصورة الكاملة لعمر ينشده المخلوق .. 

يدخل الإنسان من باب الصحة وهو باب واحد إلى أبواب المرض باختلاف أنواعه ويستقر في إحدى غرفه .. يبدأ باغماء ليفيق المفجوع في رحلة صعود في سلم قصير محدود الدرجات .. قد يبقى الإنسان في الدرجة الأولى وقد يصعد إلى أخرى بألم أقسى، ويستمر في كل درجة ويهبط أخرى بالمسكنات التي تؤجل وتطيل كل عضو في جسده.

على مدى العمر تتوزع الأمراض بين الخفيفة والحادة وقد تتساوى وفي حالات تصبح أحادية .. المرض لنا هو حلقات من الدفء العاطفي المتعدد رغم الألم .. وهو وجدان صارخ سلس يمكن رؤيته في الوجوه المحيطة بالمريض لتشع إنسانيتها رغم الوجل والخوف من المكتوب.

المرض هو القادم المنتظر من دروب الحياة ولا أحد يستطيع الهروب منه .. لا يدع أحداً فقيراً أو غنياً ولا يطرق الأبواب.. ورغم أن الحياة مليئة بالمآسي كالجوع والحرمان والتشرد وغيرها، لكن المرض هو القاسم المشترك في كل الأحوال مهما كانت السعادة ومهما كان الشقاء.

هكذا المرض مهما سمعت عن أسمه وفصيلته هو ألم الحياة الحقيقي لا يوازيه شيء والسبب أن اقترانه بالموت هو الذي يوحي لنا أنه مرعب مهما كان بعده أو قربه.

اللهم خفف علينا ألمه وباعد علينا طول أجله وقربنا في شدته من يومنا المكتوب الذي كتبه لنا خالقنا الرحيم الغفور.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …