رقص في الظلام

في بعض الاحيان يكون تعبيرنا عن عقلنا الباطن بصورة غير منطقية لا يقبلها العرف ولا أدنى درجة من التواصل الإنساني السليم .. ذلك هو مرآة للتكوين التربوي التوحدي المعتمد على حادثة أو حوادث قديمة مؤلمة سببت هذا السلوك المزمن .. وهو فلتة تذهب وتعصف بالنفس وتشكل غرائز مرحلية تستفيق لحال اليوم مقابل سنين من الكبت المبطن .. يعجز بعض الأفراد في صد عواصف الزمن بطريقة حضارية ومؤنسة فيظهر الماضي بعلته ومآسيه في لحظات كفيلم سينمائي قصير.

ردات الفعل في هذا السياق هي احتمالات قد لا تتحقق مقاصدها وقد تتحقق بسبب القيم الموروثة .. عندها تتنافر المحصلة بين القناعات والسلوك والمصلحة، وتعطي تبريراً للتصرفات المختلفة من قلب اللاوعي الإنساني.

الرقص من الآخرين على التأنيب أو الحكم الأولي على من المنتصر في معارك الحياة هو الوقود لتعاظم مشاكلنا الفردية .. علينا أن نتحمل قدراً من المسؤولية نتيجة تدبيرنا الفردي في كل واقعة دون أن نضع المجتمع بأكمله في قوائم الانحراف أو أنه لا سبيل للتعايش مع بعض أفراده.