النقاء .. سمة لا وصف

هناك أسئلة لم يستطع الإنسان أن يوجد لها أجوبة شافية، وأسئلة أخرى تخرج من الباب الكبير وتجد جداراً عالياً منقوشاً عليه أجوبة اختيارية يحتار الداخل في تصفيتها والوصول الى نتيجة نهائية.

الأثر الذي تتركها الإجابات الحقيقة على النفس هي مؤلمة وتصاعد وتيرتها يثنيها عن التصرف بواقعية.. البصيرة النافذة هي مصدر الإبداع المفقود أحياناً في دواخل النفوس .. يستقي الإنسان من ينبوع إجابة واحدة معاني كثيرة وتبقي القوة الكامنة أمرا عصياً عن التفسير في كل فقرة منها.

ينشد الإنسان النقاء في كل الموجود في الكون وينسى نفسه .. وقد يعجز الأذكياء في تصور معنى النقاء ولا يجدون تفسيراً ميسراً لهذا المعنى في نفوس غيرهم.

أن النقاء هو شكل من أشكال القوة يعتمد على الفكر المنير وهو نمط رفيع غير عادي .. وهو ايضاً إبداع وتخيل أصيل ينتج عنه ابتكار المواقف واكتشاف النفس والآخر .. النقاء عند اكتمال عناصره هو موهبة غرسها صاحبها بنفسه وبإرادة إلهية متقنة. 

سمات النقاء أنه روح مرافقة لا تنفصل وعلة إيجابية ذات موهبة فطرية .. تسمو فوق الظروف وتعلو بعلو الأصالة كنموذج إنساني عالي الرتب.

يعتقد البعض أن النقاء هو ضرب من الخيال الرومانسي وصعب المنال ..  وهذا قول مردود عليه لأن النقاء هو سمة أولية من الخالق في نشأة الكون .. قال تعالى : والصبح إذا تنفس .. فمعنى الصباح هو النقاء قبل أن يغسل الانسان الكون بذنوبه عند حلول المساء .. ويبدأ بيوم جديد ذا صبح نقي.