في الطريق من الطائف الى أقصى الجنوب ترى جبال السراة العتيدة، تراها عن بعد لكن بين عروقها قصص وحكايات، حكاية المطر والجبل والشجر والإنسان .. كثير منها مخفي وقليل منها ظاهر .. تحتاج الى ملحمة تكتب وتنتظر راوي يعرف ماقيل بين هضابها ووديانها، فيها رجال خضر قلوبهم مثل أرضهم، رجال تشبه الجبال في هاماتهم وشموخهم.
نعود اليها لنرى سمات الماضي و حيطان الذكريات .. نكتب قصة و نبني بيوتاً من الشعر .. تتكحل عيوننا بالوادي و الحصن و مشارف الوهاد .. مسارب الطرق القديمة ما زالت تنطق أثراً من دوس الأقدام .. تحفها منابت العشب الأخضر على جانبيه ..
من يكتب القصة؟ ومن يكتب الرواية؟ .. ذلك لا يكفي لأنها أجمل منا وأرق تربة من أجسادنا .. والحروف التالية قصة بين إنسان وشجرة تفارقا ولم يعودا .. لكن بقي ورقة .. ورقة خضراء كتب عليها : ( سيل وشجرة ) .. ثم نسي نفسه.