تمر الأيام و تمضي بنا السنين و لا يزال الود يسكن أحشاءنا لمن نحب ، تماماً كما سطرت يا عمي الغالي هي غربة لم تستطع أن تنتزع ما في قلوبنا من محبة القربى و وشائج ما تفضيه دماءنا العذبة من صلة الرحم . في أفراحنا تبتهج قلوبنا أكثر بمشاركة أهلنا و أحبابنا ، بل أن الفرح حينها يكتسي من الألوان أزهاها و أبهاها .
بعد مضي سنوات الدراسة و تخرجي من كلية الطب بجامعة المؤسس ، أدركت معنى الفرح بفرحة من نحب و كيف القلب يبتهج بتباريك الأحباب . قد مضت سنوات الطب السبع بطول لياليها و تعب أيامها ، مضت و انطوت لتعلن ابتداء رحلة جديدة يكفينا فيها الأجر و الثواب من العزيز المنان .
كما مضت سنوات الهندسة الخمسة بطول لياليها و تعب أيامها على أخي الحبيب صالح و مضت بعدها شهورٌ ذللتها الصعاب ليتخرج أخي أهلاً للدفاع عن حمى هذا الوطن الغالي .
في معترك الحياة نمضي و كل منا له قصة و شجون .
هذا النجاح و الفرح يا عمي ما كان ليكون لولا توفيق الله ثم جهد أبي و أمي ، سهرهم و رعايتهم و تلك الأيام التي مضت و هم يزرعون لنا من حبهم و حرصهم كل زهرٍ زاهي اللون.
أمي الحبيبه .. أبي الغالي و تاج رأسي ،إن كان الكل يبارك لكم فأنا و أخي لا تكفينا عبارات الدنيا و كلام الوفاء شكراً لكم و امتناناً لكل جهد بذلتوه لأجلنا يا بهجة العمر الجميل . أنا أسأل الله العلي المنان أن يرزقنا بركم و يجعلنا قرة عين لكم ما حييِّنا .
شكراً لك عمي الغالي على جميل عباراتك و لطيف شعورك ، قد لامست شعور القلب بكلماتك و هززتُ بحنين الذكريات لتتساقط دعاءً جميل المقام ، شكراً لك تعبر المسافات و تملأ القلوب حُّباً و امتناناً .
و شكراً لكل من هنأ و بارك ، لكل من طوى البعد بالرسائل و المكالمات الرقيقة . لكم منا أطيب الدعاء و أجزله .
كتبته إبنتكم : ملاك بنت عزيز بن سعد الله العثمان