إن رصيد و حساب العلاقات الإنسانية في حياتنا التي عشناها منذ طفولتنا مع الأقارب هي المقياس و الفيصل عندما نريد التقييم بالأفضيلة لمن نودهم و نعزهم . و رغم ذلك فإن المكانة و المنزلة في قلوبنا تعتمد علينا في المراعاة الحسنة و التعامل الراقي مع الأقربين بقدر الإمكان ..
تزخر حياتنا بمفارقات بين أعمامنا و أخوالنا و هي طبيعة بشرية و حكمة من الله سبحانه في تصريف أمور حياتنا العاطفية التي أنتجتها العلاقة القوية بين الأب و الأم و الأبناء ذكوراً و إناثاً. الأعمام أقرب في علاقة الدم و لكن الأغلب أن قلوبنا تميل الى أخوالنا لأن الخال صديق خلي و كذلك العم هو سند و ولي .. لكن الإنسان بالفطرة قريب لأمه فهي من كان بقربها في سنين الطفولة و الصبا و هي تحمل همومه في كل وقت و على كل صعيد و من يرضيها بالوصال و القرب يظل قريب الى نفسه و هذا هو حال الخال الوفي.
و من الطبيعي أن لكل عائلة حالة و واقع و أحكام تتفق مع علاقاتها الإنسانية مع بعضها و لكن الظاهر في أن هناك حكماً عاماً يتفق مع ما ذكرته و ينطبق على الأكثرية حتى لو كان هذا الحكم العام لا يوافق معه البعض و هم من يتوقون الى المثالية.
و في السيرة العطرة، أن بني النجار هم أخوال والد الحبيب المصطفى و بني زهرة هم أخواله صلى الله عليه وسلم .. بنو النجار صدقوه و نصروه حين كذبه بني عمومته دفاعاً عن أنفسهم في مقابل تهكم العرب عليهم آنذاك .. أما بنو زهرة فيكفي مباهاته عليه الصلاة و السلام بسعد بن أبي وقاص الزهري رضي الله عنه عندما قدم سعد والنبي جالس بين أصحابه فقال المصطفى للصحابة ( هذا خالي فليرني امرؤٌ منكم خاله ).
ما دعاني لذلك هو الصور التالية لثلاثة من أخوالي الكرام : المغفور له بإذن الله جمعان بن صالح بن جمعان آل دخيل الله و هو أكبر أخوالي عمراً و الصورة الأخرى قديمة لأخوالي محمد و سعد الله بن صالح بن جمعان آل دخيل الله حفظهم الله و رعاهم .. أما الصورة الأخيرة فهي أيضاً للخال سعد الله سلمه الله.
حفظكم الله جميعاً.