مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / طلاس للقصيبي : يا شاعر الشعراءِ في العصر الذي غاض الغديرُ به .. و جفَّ الجدولُ

طلاس للقصيبي : يا شاعر الشعراءِ في العصر الذي غاض الغديرُ به .. و جفَّ الجدولُ

بمناسبة معرض الكتاب في الرياض .. تذكرت القصيبي عندما كانت تمنع كتبه  و أيقنت أن لا كتاب و لا شعر و لا رواية و لا متحدث بعده .. قد أكون مغالياً و لكنه الواقع عندي فلا أحد يشبه القصيبي لأنه بالمختصر : صادق في قوله و أمين في قلبه و لسانه.

“ غازي القصيبي “ .. شخصية لا تنسى من مخيلة من عاش عصره و تمتع برقي شعره و نثره ..

“ القصيبي “ مجد و قامة في الأدب و الإدارة و السياسة .. كريزما و هيبة لا تقارن في عصرنا .. نفخر به لأنه علمنا كثيراً لكنه تركنا سريعاً ..

كان من جماليات الفقيد المساجلات الشعرية و كان له من الأصدقاء الكثر و هم نخبة في مجتمعاتهم ..

هذه أبيات كتبها له صديقه و نديمه في كأس الشعر العماد أول مصطفى طلاس نائب رئيس الوزراء و وزير الدفاع السوري السابق  بعد أن علم بمرضه الأخير قبل وفاته

أبيات تصف العلاقة الحميمة بينهما و نظرتهما الى الحياة كميدان للجمال و الحب .. تنافسا عليها في صدق و رحلا و بقيت ذكراهما و أشعارهما ملئ الدنيا تحكى ..

رحمهما الله جميعاً و غفر لهما ..

يقول العماد طلاس :

“ غازي “ وحقِّ الشعر أنت “وليده “
و “ لبيدُه “ و “ جريره “ و “ الأخطلُ”

و لأنتَ فارسُ ساحهِ و أميرهُ
و له بمعجمِكَ المقامُ الأولُ

ملك البيان إذا وصَفتَ فساحرٌ
عجبٌ .. وأعجبُ عندما تتغزلُ

و لأنتَ مثل “ نزار “ تعشق صادقاً
إنْ الغرامَ عبادةٌ و تبتُّلُ

و على يديك سما البيان و حلّقت
لغةٌ .. و عشق الآخرينَ تطفَّلٌ

يا شاعر الشعراءِ قلبك عامرٌ
بالحبَّ .. و هو لكل حسنٍ منزلُ

يا شاعر الشعراءِ في العصر الذي
غاض الغديرُ به .. و جفَّ الجدولُ

هي وعكةٌ و تمرُّ .. لكن بعدَها
سيعود للإغصان ذاك البلبلٌ

و تعودُ تبسطُ في الفضاء جوانحاً
عن تيهيها شُهُب المجرَّةِ تسألُ

و تعود تنثر في النديِّ جواهراً
و يعودُ يسكرُ بالنشيدِ الجحفلُ

“ غازي “ رجوتُ لك الشِّفاءَ معجَلاً
و هواكَ عندي فوقَ ما تتخَّيلُ

هي وعكةٌ و أظنُّ كانت غمزةٌ
و رماك بالنظرات طرفٌ أكحل

و الشاعرُ العملاقُ يخفقُ قلبُه
حين الحمامةُ من بعيدٍ تهدلُ

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …