بمناسبة معرض الكتاب في الرياض .. تذكرت القصيبي عندما كانت تمنع كتبه و أيقنت أن لا كتاب و لا شعر و لا رواية و لا متحدث بعده .. قد أكون مغالياً و لكنه الواقع عندي فلا أحد يشبه القصيبي لأنه بالمختصر : صادق في قوله و أمين في قلبه و لسانه.
“ غازي القصيبي “ .. شخصية لا تنسى من مخيلة من عاش عصره و تمتع برقي شعره و نثره ..
“ القصيبي “ مجد و قامة في الأدب و الإدارة و السياسة .. كريزما و هيبة لا تقارن في عصرنا .. نفخر به لأنه علمنا كثيراً لكنه تركنا سريعاً ..
كان من جماليات الفقيد المساجلات الشعرية و كان له من الأصدقاء الكثر و هم نخبة في مجتمعاتهم ..
هذه أبيات كتبها له صديقه و نديمه في كأس الشعر العماد أول مصطفى طلاس نائب رئيس الوزراء و وزير الدفاع السوري السابق بعد أن علم بمرضه الأخير قبل وفاته
أبيات تصف العلاقة الحميمة بينهما و نظرتهما الى الحياة كميدان للجمال و الحب .. تنافسا عليها في صدق و رحلا و بقيت ذكراهما و أشعارهما ملئ الدنيا تحكى ..
رحمهما الله جميعاً و غفر لهما ..
يقول العماد طلاس :
“ غازي “ وحقِّ الشعر أنت “وليده “
و “ لبيدُه “ و “ جريره “ و “ الأخطلُ”
و لأنتَ فارسُ ساحهِ و أميرهُ
و له بمعجمِكَ المقامُ الأولُ
ملك البيان إذا وصَفتَ فساحرٌ
عجبٌ .. وأعجبُ عندما تتغزلُ
و لأنتَ مثل “ نزار “ تعشق صادقاً
إنْ الغرامَ عبادةٌ و تبتُّلُ
و على يديك سما البيان و حلّقت
لغةٌ .. و عشق الآخرينَ تطفَّلٌ
يا شاعر الشعراءِ قلبك عامرٌ
بالحبَّ .. و هو لكل حسنٍ منزلُ
يا شاعر الشعراءِ في العصر الذي
غاض الغديرُ به .. و جفَّ الجدولُ
هي وعكةٌ و تمرُّ .. لكن بعدَها
سيعود للإغصان ذاك البلبلٌ
و تعودُ تبسطُ في الفضاء جوانحاً
عن تيهيها شُهُب المجرَّةِ تسألُ
و تعود تنثر في النديِّ جواهراً
و يعودُ يسكرُ بالنشيدِ الجحفلُ
“ غازي “ رجوتُ لك الشِّفاءَ معجَلاً
و هواكَ عندي فوقَ ما تتخَّيلُ
هي وعكةٌ و أظنُّ كانت غمزةٌ
و رماك بالنظرات طرفٌ أكحل
و الشاعرُ العملاقُ يخفقُ قلبُه
حين الحمامةُ من بعيدٍ تهدلُ