الصورة دائماً دليل لقاء تم .. و ذكرى جميلة لأحباء جمعتهم اللحظات الممتعة أمام عدسة المصور .. الصورة كما يقولون لا تكذب .. و لن يبتسم أحد بخبث الا في اللقطات السياسية و الدبلوماسية .. صور الأحبة و إبتساماتهم لا يمكن نكرانها و لا إخفائها مع الزمن .. قد تختلف النفوس و لكن القلوب تبقى في الصورة .. نخفيها و ربما نفقدها و لكنها تظهر يوماً .. وقد يحتفظ بها أحد آخر و يأتي من بعدنا من يقدرّها و يبكي على وجوه من فيها.
تتلقف الأجيال “الصورة “ بما فيها من مشاعر و تراها و تتأملها .. و تتفق أنهم كانوا أحبة و على ود .. لن يذكروا خلافاً و لا عتاباً بل حسرةً على فقدانهم، و أنهم كانوا عظاماً و كانوا أباء و إخوة و أبناء عمومة شهاماً و كراماً .. بدون تفاصيل .. التفاصيل لا تعني لأحد شي و خاصة بعد الفراق الأبدي.
كان بُعد المسافة و مشقتها بين الرياض وجدة في فترة الستينات الميلادية من الأمور التي أخرت معرفتي و تواصلي مع أبناء عمي و والدي سعد الله بن عثمان ر حمه الله و غفر له .. أبناء عمي : عثمان و عزير و علي حفظهم الله و سدد خطاهم .. و رغم زيارتهم السابقة و القصيرة الى الرياض في أوائل السبعينات بعد تقاعد عمي سعد الله رحمه الله، لكنها لم تشفي غليلنا كاملاً، كانت بذرة صغيرة عولنا عليها كثيراً .. و جميلة لأنها غُرست و رَبت بالرسائل المتبادلة بيننا و التي أحتفظ بالشئ الكثير منها.
في صيف عام ١٩٧٦، تقابلنا في ديار حوالة بعد أ ن أشتد عودنا جميعاً و كبرنا و كبرت آمال أهلينا فينا .. و من بعدها في جدة .. و استمرت رحلتي طوال عطلة صيف ذلك العام .. كانت من أحلى لحظات العمر و من أجمل الذكريات التي لن أنساها .. كان ذلك الصيف نقطة تحول في معرفتي لمعنى أبناء العمومة و قدرهم خاصة في مثل أنس و ذوق الأخوان عثمان و عزيز و علي ..
لم تدعني نفسي أن أعرض الكليب و الصور بدون كلمات مختصرة .. و ان تذهب كل الذكريات و الحب و الود و الأخوه بدون حروف .. هذه الحروف في خلفها أمل و رجاء للقاء يستلهم صور و مشاعر قديمة بدون قيود .. و هذه المشاعر لا بد أن تعود .. و لا بد أن يبقى الود ..