عندما نفرط في توقعاتنا وآمالنا الإيجابية ونحصرها في تركيز مطلق يصل إلى حد غير واقعي، سنجد أن نصائح الحياة التى وجهناها لأنفسنا أو لغيرنا هي تعبير عن ما نحن أو غيرنا مفتقرين إليه، في الواقع هي موجهه إلى النقائض الشخصية ومواضع الفشل والتشديد عليها حتى نراها جيداً .. مثال أن تقول لأحد أو يقال لك : كن الأفضل، كن أكثر سعادة و كن أكثر إنتاجية !.
الحياة متقلبة ومتلونة وكثير منها لا يحمل الإيجابية فهي صعبة في مناحيها وقاسية في دروبها في أحيان كثيرة، ولكن يمكننا أن نتقبل الحياة كما هي ونحاول الوصول إلى الجانب المشرق كقيمة نسعى بها إلى مفهوم السعادة التي بالضرورة لن تكون كاملة لترضينا.
لا يمكننا الهروب من المشاهد السلبية في حياتنا لأن نكرانها سيؤدي إلي العيش بسلبية عميقة تستمر مع الزمن وقد نبلغ مرحلة العجز الإنفعالي .. في المقابل فإن الإيجابية الدائمة ليست حلاً لمشاكل الحياة ولكنها هي المحفر ومبعث امتلاك العزيمة التي تشدنا إلى إختيار المقاييس الصحيحة للنجاح والفشل.
عندما نرغم أنفسنا على البقاء إيجابيين طيلة الوقت، فإننا ننكر وجود مشكلات في طريق حياتنا وحينها نفقد فرص الحلول وتوفير السعادة التي تضيف الإحساس بمعنى الحياة وأهمية وجودنا فيها.
تذكرة:
أفكارنا لا تعرف المستحيل عندما نؤمن بالله حقه وبأقداره .. الإيمان المستقيم هو سلطة عليا يمنحها الله للمؤمن إن تبصر وتفكر في حاله .. يقودها الهداية والتسليم بما أنزل عليه من خير أو شر .. واليقين أن ذكر الله الخالق الرازق في كل خطوة في حياتنا هو ملاذنا وهو من نرفع له كل حواسنا لكي يعيننا بأمره وهو المستجيب والعاطي.