مواضيع منوعة

حياة ذكية

مفهوم اقتصادي جديد مدعوم بالذكاء السلوكي في عالم اليوم… فبعد التطور الذي صاحب عصور الزراعة البدائية ومن الثورة الصناعية إلى التكنولوجيا التي أحدثت تغيرا متصاعدا مختلفا في حياة البشر… يطل فيما يعرف بالذكاء الاصطناعي كثورة جديدة تحاكي أجيالا قادمة تتغير معها مناحي العيش تختلف عن طبيعة الأجيال السابقة… هو بداية جيل متقدم في أسلوب الحياة يعتمد اقتصاد الخدمات الذي يكون فيه العميل هو المقرر لإختيار متعته في الاستهلاك المميز الذي لا يفرضه إعلانات صاحب السلعة ولا العلامة التجارية مثلما كان يحدث مع الأجيال السابقة. لم يعد الجيل المتقدم بحاجة إلى التملك للسلعة لكي يحبسها في تفاصيل حياته.


لست متعمقا في مسألة الذكاء الاصطناعي ولكن بحكم أنني من الجيل السابق أنظر إليه من وجهة نظر استهلاكية تؤثر في سلوكي مقارنة بالجيل الحالي أو المتقدم… أنا من الجيل القديم هو جيل السلع التي أقلدها من مشاهير أو نخبة ومن جيل العلامة التجارية وامتلاكها مهما طال الزمن رغم ثمنها الغالي… وهذا السلوك المتناهي أثر على طريقة توفيري على حساب أشياء مهمة ندمت بعد عمر على عدم تحقيقها بسبب المغالاة في التملك والمظهر… وهذا هو من تأثير شيء قليل من إدراك أن لا أفكر بطريقة ذكية غير اصطناعية بحكم محدودية صاحب السلع على ما هو الآن مفهوم الذكاء الاصطناعي رغم وجود صعوبات كثيرة قد لا ندركها في طبيعة أخلاقياته.


لن أبحر في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فهذا ليس تخصصي إنما في نتيجة المسالك التي تؤدي إلى خدمتي كإنسان أستفيد من هذا التطور في أسلوب الحياة والتي أرغب فيه الحصول على المتعة وأن أكون متساويا مع المعدل الطبيعي لكي أعيش متوازنا مع الخدمات المتوفرة وأن أحصل عليها بشكل ميسر.


ما أراه في الجيل الحالي مختلفا عن سابقة وهو تأثير دفعته التقنية والتكنولوجيا بكل أساليبها ومنها التذاكي في مستوى الخدمات وعرض السلع واتفاق الأجيال على نبذ التقليدية بينهم فلكل جيل عصره وذوقه… أرى أن جيلا يعيش بأقل الأشياء المتاحة ثمنا معقولا ومتعة فائقة وفيها من البساطة والتخلص من الكماليات غير الضرورية… جيل ليس مستعدا أن يصرف ثمن غال على ملابس أو اقتناء ساعة تتعدى وقته ليكشف معصمه، ولا حتى سيارة تبقى معه سني حياته… لا يهمه الإعلانات وإقناع المعلن في سبيل الترف أو البحث عن سعادة لحظية أو مؤقتة… حتى في مسكنه واختياره لمساحته فلا إفراط في البناء ولا زيادة في الأثاث والمقتنيات التي تملأن غرفا وجدرانا ودواليب بأشياء لا محدودة قد تنتهي إلى تلفها والعبث بها.


ختاما لا أقول هنا أن نتخلص من أشياء نرتضيها قد تمنعنا من العيش بأريحية والشعور بالراحة والمتعة، إنما نسعى إلى تمكين الحياة دون تبذير وتعطينا الارتياح، وان لا نكون مفرطين في أسلوب التعايش، وان لا نكون بخلاء على أنفسنا، ولا نركن إلى الرغبة في تملك كل الأشياء أو نقارن فيما يمتلك غيرنا.


ذاتنا لن تقاس بالقيمة الثمينة بل سعادتنا في أن نكون أذكياء في أسلوب حياتنا.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …