تنكشف المبادئ الأخلاقية في قرارة أنفس الناس عندما يدخل المال كمقرر في توجهات وخواطر ونوايا الأنفس الضعيفة .. يطول السخط و ينجرف الاستبداد عندما تنهزم الأخلاق في مقابل الطمع .. تلك الشخصيات التي كانت مثالاً فيما سبق للكتمان المغشوش والخداع المغطي بأفضلية الحسب.
في تلك اللحظة ( وهي لحظة وليست لحظات وأوقات)، تختلط نيران الشر وينابيع الخير لتصبح عند البعض كعملة واحدة صبت في قالب واحد ومن اختيارهم .. ولم يعد هناك الا أسطوانة مختومة بحرف ( الخاء ) و ( الشين ) يبنون عليها مثلما يقولون ” ضمان مستقبلهم”.
كل المتع التي ينتظرها ” البائس أو البائسة ” هي فرصة ضائعة بطولها وقصرها .. يختلط فيها النور الخفي والظلام الدامس، وعادة ما ينتهي ليلهم القصير الى التفكير في لغز الموت!.. وقبلها انتفاضة تهز وتلف السيقان التي تحرك شجرات وفروع باقية في جسد الظالمين.
هؤلاء يعتقدون أن ضمانة الحياة في “الثلث والثلثين” .. يذرفون دموعاً ثم دماً وهم يركضون وراء التراب ليلقوا التراب لاحقاً.
في النهاية وبعد فوات الفوت، يتعلم الإنسان أن الخلاص يكمن في نسيان الدنيا والتفكر كيف يقابل ربه .. وبما سيقدم من اثباتات في أنه لم يكن حسوداً ولا حقوداً ولا ظلوماً، رغم أنهم يعلمون إن الله هو العليم والخبير والحكم والعدل والحسيب وهو المقسط سبحانه وتعالى.