إذا كنت مخضرماً وعشت زماناً مضى .. لا ترتاح لكثرة ما ترى من الفرح وتشعر بالحزن .. لا تقبل أن تدخل في نقاشات صبيانية .. هناك أشخاص استغلوا واستفادوا من مساحة الحرية لزيادة ثرائهم المالي والمعنوي .. ثمة حزن حقيقي جعل رجالاً في موقع النساء ونساءً جعلن في وسط الرجال .. يعلنون مسالك بشرية فيها الأسى والخزي حين نراهم.
أجلس في مقهى أو في حفل .. أرى مباهج الحرية والرفاهية بذوق مختلف .. أتأمل في ذهول ( الفقراء الجدد ) يسعدون حفل (الثري الجديد) .. عدد من الوجوه المقنعة مضحكة ومبكية في نفس الوقت .. ( ثري جديد ) اغتنى من وسائل تواصل بسرقة عواطف (الفقراء الجدد).
على جدار المقهى مازالت لوحة لافتة قديمة كتب عليها ( الأخلاق فضيلة ) .. أستسلم حين أرى عكس اللوحة .. أهرب إلى مكان آخر واللوحة مثلها معلقة .. يخاف الناس مني في كل شئ لأني كائن من زمان .. وجوه مفخخة بالنوايا الضيقة والمفتوحة .. أحس بأني في غابة تعرت من الأقنعة.
لا خيار لي إلا أن أغادر المكان .. وأذهب إلى آخر الشارع .. رغم أني نسيت سترتي على كرسي المقهى وتحت اللوحة .. قررت أن لا أعود! .. وضحكاتهم تقول: ( بكيفك )!!!