مدونة عثمان بن أحمد الشمراني كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة
في الأندلس، نشأ شعر العامة وشعر الأعاجم، لما استولى البربر على الأندلس في عهد ” بن تاشفين “، يوسف بن تاشفين هو قائد مسلم وحد المغرب وضم الأندلس تحت ملكه وسلطته تحت إمارة دولة المرابطين.
كان للشعر العربي من أن ينتكس في المفردة حتى يسهل فهمه على فريق العوام والأعاجم.
قيل أن ابو القاسم المعتمد، آخر ملوك بني عباد في الأندلس وهو ابن أبي عمر المعتضد حاكم اشبيليه وقضت دولة المرابطين على إدارته، كان المعتمد قد شجع بعض الشعراء لكي يمدحوا يوسف بن تاشفين، فلما انتهوا من الإنشاد قال المعتمد لابن تاشفين :
ايعلم أمير المسلمين ماقالوه؟ .. قال بن تاشفين : لا أعلم ولكنهم يطلبون الخبز.
لما انصرف بن تاشفين الى حاضرة ملكه بشمال افريقيه كتب له المعتمد رسالة تضمنت بيتين من نونية ابن زيدون هما:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت
سودا وكانت بكم بيضاً ليالينا
لما قريء البيتان على بن تاشفين قال للقاريء: يطلب منا جواري سودا وبيضا؟
فأجابه القاريء: لا يامولانا، ما أراد إلا أن ليله كان يقرب أمير المسلمين نهارا لأن ليالي السرور بيض، فعاد نهاره ببعده ليلا لأن ليالي الحزن ليل سود.
فقال بن تاشفين : والله جيد، أكتب له في جوابه: إن دموعنا تجري عليه، ورءوسنا توجعنا من بعده. (١)
# في كثير من الأحيان نحسب أن حلاوة الكلام هي منطق الفهم لكل من نختلف معه .. الرسالة المختصرة دائماً هي ماذا تريد؟ بدون ليالي شوق .. سودا أو بيضا.
(١): بتصرف من : فضائل الأندلس وأهلها ( رسالة الشقندي)
