قبل بداية رمضان ذهبت عصر يوم الى سوق الفيحاء في الجبيل الصناعية لقضاء مشتريات رمضان المعتادة، الأغراض متنوعة و المحال متفرقة و بطاقة البنك (صراف ) تنقلت في أكثر من جهاز دفع آلي.
بعد إن انتهيت من تنفيذ قائمة الطلبات إتجهت الى مطعم معروف بالمشاوي لطلب وجبة غداء متأخرة، قدمت ما أرغب الى محاسب المطعم و قيمته كما ذكر لي سبعون ريالاً و عليها كسور، دفعت ببطاقة صراف البنك و أعطاني الطلب و الإيصال، قبل ركوبي السيارة رميت إيصال الدفع في صندوق نفايات و هذا لم اتعوده أبداً حيث أن من عادتي أن أحتفظ بالإيصالات لعدة أيام بعد إستلامه لكن هذه المرة خانني تركيزي.
عدت الى المنزل و بعد صلاة المغرب تذكرت دفع فواتير سداد لعدد من الخدمات، دخلت عن طريق الجوال الى حسابي البنكي و كعادة المتقاعد مثلي فإنه حساس ناحية حسابه البنكي فهو يحفظه عن ظهر قلب بكسوره و هللة، ذهلت عند ملاحظتي أن حسابي نقص اليوم بمبلغ سبعة الآف ريال و عليها كسور، تحققت من الحساب أن المنتفع هو مطعم المشاوي، توجهت على الفور الى المطعم و أنا قلق كيف سيكون الموقف هناك.
دخلت الى المطعم هادئاً و بدون إنفعال و حدثت المحاسب الذي تذكرني بما حصل، قام بالتحقق من الإيصال المحفوظ عنده و جهاز الدفع الآلي و فعلاً قال بإنه خطأ و تأسف على ذلك و أكد لي أن حقي سيصلني، قلت له بإنني أيضاً مخطئ لأنني لم أتحقق عند الدفع و أظن أن نظارتي الطبية لم تكن على قدر مقاسها و ثمنها الغالي.
أعطاني المحاسب و مدير المطعم و هما من الأخوة المصريين الكرام خياران في أن يحول المبلغ الى حسابي أو إستلامه نقداً عند الساعة الثانية عشراً و النصف صباحاً بعد إقفال المطعم و توفر النقد، إخترت النقد لأن التحويل سياخذ يوماً أو يومين حيث أن حسابات البنوك مختلفة.
على الموعد حضرت الى المطعم و استلمت المبلغ نقداً، تأسفوا مرة أخرى و شكرتهم لتفهمهم و ذكروا أن حالات مشابهة حدثت فحمدت الله من مبدأ المواساة و غفران الله لنفسي أنني لست الوحيد.
خرجت من المطعم و من مبدأ السلامة كنت حذراً ممسكاً على جيب محفظتي المنتفخة خوفاً من تتبع أو كمين منتظر، ركبت سيارتي و أقفلت ابوابها و غادرت متذكراً زمن النقد ( الكاش ) في الزمن الجميل، كان الإنسان يصرف ما في محفظته بعناية و ما هو ضروري، يفحس الريال و العشرة لأكثر من مرة، يكاسر في السعر و يشتري بحكمة.
رغم ذلك فإن التعاملات البنكية الرقمية سهلت الكثير و يسرت الرقابة و التدقيق، يبقى منا كبشر كيف نتعامل معها بذهنية و بتركيز عالي لتفادي أخطاء بسيطة تؤدي الى موقف قد يختلف مع من تعاملنا معهم.
إن الخطأ في التعاملات الرقمية من قبلنا كأفراد سواء بحسن أو سوء نية هو إجراء يترتب عليه مطالبات قد تأخذ وقتاً فمن الأفضل التركيز و التركيز و التركيز و أن نراجع مقاس النظر و النظاراة لكي لا تقعوا في مثل ما وقعت فيه.
دمتم بصحة و عافية.