مواضيع منوعة
الرئيسية / صـور / عندما يحلو المشي الى الأماكن في لندن

عندما يحلو المشي الى الأماكن في لندن

من جمال السفر أن تختار موقع السكن خلال الإجازة و قد قمت مسبقاً باختيار فندق Hyatt Regency The Churchill و الواقع في Portman Square و هو ذو موقع إستراتيجي و قريب بخطوات من الشوارع الرئيسية في وسط لندن مثل شارع اكسفورد و شارع ايجور و على بعد دقيقتين من حديقة هايد بارك .. كما يمكنك السير الى منطقة البيكادلي لمدة لا تزيد عن عشرين دقيقة من خلال شارع ريجنت لتستمع بصخبها و ألوان الشاشات العملاقة و من دوارها الشهير و الذي يعرف سابقاً من قبل مواطني الخليج بأنه دوار ” ابليس ” و الذي تم اغلاقه حديثاً .. المشي فيها ليلاً و نهاراً آمن الى درجة عالية و البوليس متواجد بكثافة يوازي كثافة السواح و الزوار ..

من خلال زياراتنا مع ابني عبد الله الى مختلف الأماكن في لندن ،كنا نقوم بالمشي الطويل و ذلك بمساعدة من الشيخ غوغل مابز .. و هذا ديدن معظم السواح القادرين صحياً على المشي و تجد معظم الأسر العربية الخليجية تعمل بنفس الشي و هم بكامل تقاليدهم اللباسية من دون أدنى حرج او مضايقات من الآخرين.

في الصباح يحلو لنا السير الى وجهتنا مخترقين حديقة الهايد بارك مستمتعين بهواء الصباح البارد .. بالأمس كانت الوجهة محلات هارودز الشهيرة في حي نايتسبريدج .. حيث هناك أشهر الماركات العالمية و الأسعار المبالغ فيها و لكن سعة المكان و تنوعه و شهرته من حيث ملاكه يجعله وجهة و قبلة للسواح و الزائرين .. أمضينا قرابة الثلاث ساعات فيه و غادرناه لتناول طعام الغداء الخفيف في المطاعم و المقاهي المنتشرة حول المكان.

في المساء و على شارع المطاعم الشعبية في شارع جيمس  و الذي يبعد عشرة دقائق مشياً من موقع الفندق كان موعدنا مع الأخ مبارك العنزي لتناول طعام العشاء ..جمال هذه المطاعم أنها محدودة الأطباق بحيث لا يتعدى طبقين أساسيين في كل مطعم و على طاولات و كراسي ضيقة متلاصقة تفي بالغرض سواء في الداخل او على قارعة الطريق و طيلة الوقت مزدحمة و يجب ان تنتظر لتحصل على طاولة .. عادة ما تكون عائلية التملك و تختلف أذواقها بين التركي و الايطالي و الفرنسي و البريطاني .. كان اختيارنا لهذا المساء ايطالياً .. أمضينا الوقت حتى الساعة الثانية عشراً ليلاً و الذي يجب ان لا تبقى اي طاولة في الشارع نظاماً مراعاة لمشاعر السكان في تلك المنطقة.

و رغم تهالك قدماي على المشي إلا أننا واصلنا مشوارنا الى شارع ايجور و المشهور بشارع العرب و الذي تبقى مقاهيه و مطاعمه و صخبه الى حوالي الساعة الرابعة صباحاً .. في ليلة سابقة تذوقت الشاي المنتعش بالنعناع لكننا افتقدناه البارحة بحكم وصولنا بعد منتصف الليل و الذي يمنع نظاماً تقديم المشروبات الحارة على الطاولات الخارجية على الشارع .. إخترت ان أشارك “ابو دعيج” شرب المعسل بالعنب و النعناع و الذي يسمح به .. تجاذبنا الحديث مع رفاق المقهى العرب و رؤية ما يجري في الشارع من مشاهد البشر و إستعراضات السيارات الفارهة التي تمر من أماننا و نحن جالسون و كأننا على منصة يغطيها دخان المعسل من اراجيلنا و خياشيمنا ..

في الساعة الثانية و النصف صباحاً عدنا الى الفندق مشياً عابرين شوارع فرعية هادئة لا يكسر صمتها الا ضحكات و مهايط شباب الخليج و هم يرسلون سنابات عن ما يفعلونه في ليل لندن و ما يشعرون به من حرية و شفافية و في حدود النظام الذي يقيدهم في تنقلاتهم .. وصلنا بآمن الى الفندق و بتنا لنستعد الليلة لحضور حفلة فنان العرب محمد عبده.

image image image image image image image image image image image image image image image image image image

 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …