مواضيع منوعة

محكمة شخصية

حكمتي في الحياة مشبعة بالوفاء والتطلع الإيجابي (كما أعتقد)، متمردة على الفشل و التكاسل، فيها جرأة ضد النوم العميق و تحمل في مواجهة  رياح الزمن .. في سيرتي قدرة على انفتاح الرأي وبعيدة عن التعصب والجمود، فيها بذل كريم وبخل نادر ولم أعرف الإقصاء.

ألتبس الوسطية بدون توتر حاد ولم تغريني زينة الحياة رغم جمالها .. وطنيتي عالقة منذ الطفولة وفي سرديتي أنني بطل محب تشرفت برفق والدي وحنان أمي رحمهم الله .. لم أدخل الزوايا الحادة في مراهقتي ولم أبتر يوماً منها .. عرفت في رجولتي الفرح والألم في بطون جغرافيا المساكن، وكنت ألتزم بالوعود وأصد الخيبات رغم مآسيها.

تتكرر الوقفات المفاجئة تارة من أمامي البعيد وأخرى كانت قريبة مني .. لكنني تعلمت القفز فوقها وفي بعض الأحيان معها .. أنتقي ما يشبع شجاعتي وأهزم نزواتي .. دخلت من كل الأبواب وفرشت سجادة حمراء وأضأت الأنوار ولم أعاني من مسألة العزل على من وقفوا ضدي .. شكلت قضاة محاكمتي وهيئة محلفيني وتوليت الدفاع عن نفسي فلم أرجو رحمة أحد سوى من الله .. تجنبت الإلتباس من خلال وضوح دفاعي وبقيت مفعماً بروح العاطفة وحاولت أن أخرجها الى شعاع الشمس .. شعر من حضر المحاكمة أنني لم أنزعج من أقربائي ولا من أصدقائي وأن ثقتي هي الطرف الرابح .

هؤلاء الناس الذين حولي هم من حافظوا على موازين زماني ومواقفهم جديرة بالتقدير ولم تنهار في مواجهة الظروف القاسية .. أعترف أن دفء عواطفهم بعد مشيئة الله  هي التي أنعمت علي دوماً بحرارة استقبالهم وتعابير الود لي التي اسعدتني طيلة حياتي .. تحياتي لهم.

لمحة من بدر:

 “عطني في ليل اليأس شمعه ..
وبسمة نهار
عطني في ضياع العمر دمعه..
وسكة ودار “

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون سعودي يدير مدونة شخصية بعنوان “مدونة عثمان بن أحمد الشمراني“، يشارك تأملاته ومقالاته في مجالات الحياة،الثقافة والذكريات مع عامة الناس.

شاهد أيضاً

وهم وغم

ظنوننا الظاهرة هي مخاوف دائمة، نحاول أن ننسج أوهاما لعلها تعكس المنطق لنتعايش معها كافتراضات …